مدحت عطا يكتب : شارع الأشراف شرف إسلامي تاريخي عظيم
قادتنى أفكار أختى الدكتورة الأديبة
“هويدا عطا”والتى تملك شغفاً عميقاً ومُحباً بكل ماهو تاريخى وقديم فكُنت أحياناً كثيرة عندما تدعونى لزيارة هذه الأماكن القديمة أتهرب منها بطريقة لطيفة مُدعياً عدة إدعاءات شهيرة ومُختذلة فى عدم القدرة على المشى واليوم لَبيتُ دعوتها الكريمة وقمت بزيارة شارع الأشراف الذى بهرنى بكل معانى الكلمةوشعرت شعور روحانى عجيب وغريب وذلك للقرب المباشر بكل ماهو أسلامى وفاطمى من مساجد وقباب وأضرحة آل البيت المكرمين..!!!
يقع شارع الأشراف فى نطاق حيز حى الخليفة بمحافظة القاهرة وببلغ طوله حوالى ٢٠٠٠متر (٢كيلومترتقريباً)ومن الواضح بأن القيادة السياسية توِلى أهتماماً كبيراً بتطوير هذا الممشى الإسلامى العظيم حالياً والذى يُقال عنه أنه “بقيع مصر “حيث يوجد به مدافن كثيرة لعظماء آل البيت من أحفاد وأهل رسول الله صل الله عليه وسلم حيث يبدأ الشارع بمقام محمد بن سرين وماأدراكم من هو بن سرين ذلك فهى الكاتب والمحدث والفقيه أعظم مفسرى الرؤيا والأحلام (صاحب الكتاب الشهير تفسير الأحلام)
على مر التاريخ…!!!
نشأ محمد بن سيرين فى بيت تحوطه التقوى والورع وأتصل بمجموعة كبيرة من الصحابة مثل زيد بن ثابت وعمران بن الحصين
وأنس بن مالك وأبى هريرة وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر أقبل محمد بن سيرين على هؤلاء الصحابة الكرام يَنهل من علمهم وفقههم وروايتهم لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم…!!!
قال هشام بن حسان”أدرك محمد ثلاثين صحابياً” سبحان الله إنه لمحظوظ…!!!
ويسكن فى هذا الممشى الإسلامى الشريف سيدة من بيت النبوة وهى سكينه بنت الحسين بن على بن ابى طالب رضى الله عنهم وأرضاهم…!!!
ولدت رضى الله عنها فى رجب عام 47 هـ ولقبتها أمها بأسمها (سكينة) لهدوئها وسكونها أما اسمها الحقيقى فقيل أميمة أو أمينة أو أمية كانت «سكينة» بيت النبوة الزهرة التى تفتحت فى أرض المحروسة فكانت رضى الله تعالى عنها قدوة للمرأة المسلمة فى الظاهر والباطن فكانت فتيات مكة يقلدنها فى طهارتها وعبادتها وفى هندامها وأناقتها عُرفت كما ذكر فى سيرتها بجمال الأخلاق والخلقة متعبدة مستغرقة مع الله عاصرت أباها الحسين فى فترات وفاتها دفنت فى بيتها الذى تحول إلى مقام ومسجد صغير…!!!
رحمات الله عليها وعلى آل البيت العظيم…!!!
ويوجد فى شارعنا الشريف عدة أضرحة ترتبط أرتباطاً كلياً ب آل البيت الكريم مثل ضريح محمد الأنور ومقام السيدة عاتكة عمة رسولنا الكريم وأيضاً يوجد فى هذا الشارع الشريف عدة أماكن تاريخية لأسماء يذكُرها التاريخ سواء لها مالها وعليها ما عليها مثل قبة شجرة الدر وهى الملكة تولت عرش مصر لمدة ثمانين يوماً بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح أيوب ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني سنة 648 هـ (1250م) والتى لعبت دورًا تاريخيًا هامًا أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر وخلال معركة المنصورة ويقال إنها تأمرت على قتله بعد إن زاد نفوذه وكما تدين تُدان حيث تآمر عليها أمراء المماليك وأمروا جواريهم بقتل السلطانة شجرة الدر والمشهور فى أداة قتلها بالقباقيب فى حمام القصر وسميت شجرة الدر بهذا الإسم لكثرة جمالها ويقال إنها مدفونة تحت قبتها فى الشارع الشريف شارع الأشراف…!!!
ومن الآثار الإسلامية الموجودة فى هذا الشارع العظيم مسجد أحمد بن طولون وهو العباس أحمد بن طولون هو أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية فى مصر والشام وكان أحمد بن طولون والى الدولة العباسية على مصر ثم أستقل بمصر عن الخلافة
فكان أول من يستقل بمصر كما استطاع القضاء على الحركات المعارضة له وتمدد حكمه باتجاه الشام بعد تكليف الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله له إخماد الثورات فى الشام حيث أستغل هذا وضم مصر إلى الشام ويعتبر جامع أبن طولون ثانى أقدم جامع باقٍ فى مصر والأثر الوحيد الباقى من مدينة القطائع التى شُرع بتأسيسها عام٢٦٣ه /٨٧٧م وشُيد المسجد فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر ويُعتبر من المساجد المعلقة وهو أحد أكبر مساجد مصر حيث تبلغ مساحته مع الزيادات الخارجية حوالى ستة أفدنة ونصف الفدان وقد بُنى على شكل مربع مستلهماً من طراز المساجد العباسية وخاصة مسجد سامراء بالعراق الذى أستلهم منه المنارة الملوية ويعد المسجد نموذجاً للتلاحم الاسلامى المسيحى الذى يزخر به تاريخ مصر القديم والمعاصر فقد قرر أحمد بن طولون أن يستعين فى تشييد هذا المسجد بأمهر المهندسين ووقع أختياره على المهندس سعيد بن كاتب الفرغانى المهندس المسيحى الذي كان معروفاً بمهارته فى فن العمارة والبناء لذلك أستعان به ابن طولون في بناء القناطر والآبار التى عملت على توصيل المياه إلى مدينة القطائع وأستقر أبن طولون والمهندس سعيد بن كاتب على أرض فوق ربوة صخرية كانت تسمى بـ”جبل يشكر” المعروفة الآن بمنطقة “قلعةالكبش”
ويوجد بهذا الشارع عدة آثار عظيمة وهو متحف قاهرى مفتوح حيث يوجد به أيضاً ضريح السلطان الأشرف خليل بن الملك المنصور قلاوون والذى أنشئ عام 1388 ميلادية والذى يُقال بأن الشارع سُمى بأسمه الاشرف والذى حُرف بعد ذلك إلى الاشراف ومقام فاطمة خاتون الذى يعود إلى عصر المماليك البحرية ومشهد السيدة رقية أبنة الإمام على كما يضم الشارع آثاراً آخرى منها الإسلامى والفاطمى وأؤكد إن إهتمام الدولة بهذا الشارع الحيوى سيجعله على مر السنين من المزارات التى سيفخر بها وطننا وستكون قبلة دينية لكثير من شعوب عالمنا الإسلامى ولذا أتمنى من السادة قراء مقالى إلى زيارة هذا الشارع المتيم بعبق التاريخ وستكون هناك روحانيات ستشعر بها عندما تطأ قدمك هذا المكان الشريف…!!!
وإلى مقال آخر دمتم بخير وسعادة