المقولات التي توارثتها الأجيال والخبراء بأن الضحك علاج مجاني للجسم، ليست مفاجئة، فهو يفعل العجائب لصحتك النفسية والجسدية، وتشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى قدراته العلاجية.
ووفقا للأطباء، يساعد الضحك على تمارين التنفس، والحفاظ على صحة القلب وتنظيم التوتر، من بين فوائد أخرى.
الضحك مجاني
وقالت إيلين أندرسون، عالمة النفس التي تدرس الضحك في جامعة كيس ويسترن ريزيرف، لصحيفة ديلي ميل البريطانية، إنه “إذا كنا نبيع الضحك كدواء، فسوف يتم بيعه على الرفوف لأنه يجعلك تشعر بتحسن، ويهدئك، وهو متاح للجميع ومجاني”.
وعندما نضحك، نأخذ نفسًا عميقًا كثيرًا، مما يسمح للجسم باستهلاك كمية أكبر من الأكسجين مما يريح العضلات.
تحسين وظيفة الجهاز التنفسي
وتشير جمعية الرئة الكندية إلى أنه عندما تضحك، تتخلص رئتيك من الهواء الفاسد ويدخل المزيد من الأكسجين للجسم، وذلك لأن الضحك يساعد على توسيع الحويصلات الهوائية في رئتيك.
وتعمل هذه الزيادة في الأوكسجين على تحسين وظيفة الجهاز التنفسي عن طريق استرخاء العضلات في الرئتين ووظيفة القلب عن طريق زيادة الدورة الدموية.
مفيد للأوعية الدموية والقلب
ويعتقد أن الضحك له تأثير إيجابي على البطانة الداخلية للأوعية الدموية، والتي تسمى البطانة، من خلال مساعدتها على إطلاق أكسيد النيتريك، من المعروف أن أكسيد النيتريك يعمل على استرخاء الشرايين التي تحمل الدم بعيدًا عن القلب.
وتقل احتمالية تعرض الشرايين المسترخية للتشنجات، ومن المرجح أن تظل مفتوحة، مما يسمح بمرور الدم المؤكسج بسلاسة إلى بقية الجسم.
ووفقا لدراسة بجامعة يوتا الأمريكية أن 20 ثانية فقط من الضحك بإمكانها مضاعفة معدل ضربات القلب خلال الثلاث إلى الخمس دقائق التالية.
تقليل هرمون التوتر
ليس من المستغرب أن الضحكة من القلب على عرض كوميدي أو نكتة أحد الأصدقاء يمكن أن ترفع الغيوم السوداء فوق رأسك خلال فترة الاضطراب العقلي، سواء كان ذلك انفصالًا سيئًا أو نوبة من الاكتئاب.
قوة الضحك تذهب إلى أعماق الخلايا العصبية، فهو يقلل من مستويات هرمون التوتر الكورتيزول ويغير نشاط الدوبامين، هرمون المكافأة في الجسم، والسيروتونين، هرمون الشعور بالسعادة.
تلعب هذه الناقلات العصبية دورًا فعالًا في تنظيم العواطف والتحفيز لتحقيق الأهداف وتلبية الاحتياجات.
حتى إجبار نفسك على الضحك يمكن أن يكون له فوائد، ويُعرف هذا العلاج بالعلاج بالضحك من قبل الأطباء الذين يستخدمونه مع المرضى.
بناء روابط اجتماعية
ويخفض الضحك مستويات هرمون التوتر الكورتيزول وكذلك الأدرينالين، مما يعدل استجابة الجسم الطبيعية للقتال أو الطيران. كما أنه عنصر حاسم في بناء الروابط الاجتماعية بفضل الأوكسيتوسين.
كما أن الضحك يجعل تنظيم التوتر أسهل. فهو يثبط الكورتيزول، الهرمون الذي يتقلب استجابة للتوتر، والأدرينالين. هذه لها دور فعال في تحفيز استجابة الجسم للقتال أو الهروب.
شعور بالاسترخاء
ويحدث شعور بالاسترخاء والهدوء الفسيولوجي والنفسي يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى 45 دقيقة بعد الضحكة الأخيرة للشخص.
لقد ثبت سريريًا أن الضحك يقلل من مستويات الكورتيزول والأدرينالين في دم الناس. اختبرت دراسة أجريت عام 1989 قوة “الضحك المرح” من خلال تقسيم 10 رجال إلى مجموعتين – مجموعة شاهد فيها الرجال فيلمًا مضحكًا مدته ساعة، ومجموعة مراقبة لم تشاهده.
الأشخاص الذين ضحكوا شهدوا انخفاضًا ملحوظًا إحصائيًا في الكورتيزول المنتشر في دمائهم.
كما أن لديهم أيضًا انخفاضًا ملحوظًا في مستويات المركب الناتج عن تحلل الدوبامين، مما يشير إلى أن الضحك أدى في الواقع إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي وانهيار الدوبامين، مما يسمح لهم بالشعور بالتحسن.
تخفيف الألم الجسدي
في حين أن الضحك يمكن أن يساعدنا على الشعور بالتحسن عاطفيًا، إلا أنه يمكن أن يساعدنا أيضًا على الشعور بالتحسن جسديًا.
يؤدي الضحك إلى إطلاق مادة الإندورفين في الدماغ، مما يساعد على السيطرة على الألم.
وجدت الأبحاث أن الضحك يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض أمراض القلب.
