مقالات الرأى

لينا مظلوم تكتب: تكامل ابداعي عربي لا يعترف بالهواجس

0:00

غالبا ما يصاحب ردود الفعل تجاه الاتحادات الاوروبية المختلفة – مع اختلاف لغات وطوائف هذه الدول بينما تجمع المنطقة العربية وحدة اللغة والجغرافيا – تساؤل ولماذا لا يكون لدينا كمنطقة تحالفات مماثلة في مختلف المجالات. الاكثر اثارة للدهشة انه حين تظهر بادرة ايجابية في احد هذه المجالات تنهمر التعليقات التي تفتعل تساؤلات هامشية حول اطر هذا التعاون المشترك لا ترقى الى كونها مخاوف حقيقية. هذه المرة يأتي التعاون في اكثر القنوات تأثيرا على المشاهد المصري والعربي.. القوى الناعمة.
المؤكد ان خطوات كيان متكامل وشامل مثل الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية وهو يضع امامه اهداف بناء محتوى اعلامي وابداعي يليق بمكانة مصر, منتج ترفيهي في الدراما التلفزيونية والسينما, وضع مكانة الابداع المصري بكل عراقته وتاريخه كهدف اساسي امام جميع المؤسسات المعنية بالترفيه في المنطقة العربية. لكن طموح واهداف الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية لا تتوقف فقط عند دعم القضايا الوطنية المصرية, اذ شملت مبادراتها جميع القضايا العربية – لعل ابرزها دعم القضية الفلسطينية – بالتالي يأتي امتداد هذا الاهتمام ليشمل تعاون عربي مشترك في مجالات الترفيه المختلفة كنواة لخلق حالة ابداعية عربية تنطلق الى العالم و تبني على ما قدمته وتقدمه مصر لأكثر من مئة عام من أعمال سينمائية ومسرحية للعالم من خلال مخرجين وممثلين ومنتجين وكتاب آثروا في عقول وقلوب مئات الملايين في مصر والعالم العربي, كما سينعكس إيجابيا في المستقبل على انتعاش صناعة الترفيه التي تعتبر مغذي أساسي للعديد من الصناعات ومصدر عمل لملايين العمال والفنيين والمبدعين.
سؤال يطرح نفسه دائما ولماذا يقتصر عرض المنتج الفني المصري على المهرجانات رغم اهمية النجاحات التي حصدها عند المشاركة, ما يدفع الى هدف ابعد في إمكانية فتح اسواق لعرض الابداع المصري العربي المشترك ايضا تجاريا او عبر منصات الترفيه المختلفة في دول العالم عبر انتاجات سينمائية قادرة على المنافسة بجداره مع اهم الافلام العالمية. هنا تبرز اهمية التعاون المشترك الذي تمضي فيه الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية مع كبرى مؤسسات الترفيه العربية.. اطلاق بادرة تعاون عربي مشترك مع جميع الدول العربية الوصول بالمنتج الفني والفنان المصري الى افاق ابعد تمتد الى العالمية.
ابرز الهواجس الغير مبررة اتجهت للتلميح عن المساس بصورة الشخصية المصرية في هذه الاعمال. امر لا مكان له في عالم الواقع لعده أسباب. أولا, الانتاج الفني للشركة المتحدة للخدمات الاعلامية التزم بصرامة منذ بدايته على ارساء قيم وطنية و مجتمعية تمس المواطن العربي والمصري كقضايا المرأة, التعليم ,وغيرها. التزام دقيق لا ولن يسمح باي خدش بتقديم منتج يهدف الى اظهار صورة حقيقيه عن تضحيات واسهامات الشخصية المصرية ليس فقط على نطاق حدود مصر بل المنطقة العربية باسرها. ثانيا, المعروف بديهيا ان سيناريو اي عمل فني هو القاعده الاساسيه التي تبنى عليها باقي العناصر ما سيغلق الباب امام اي مساس بثوابت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. ثالثا, التلويح بالإساءة الى اي شخصيه من دوله عربيه لا يدخل في ثوابت او قواعد تقييم العمل الفني خصوصا وان المشاهد الان اصبح على درجه كبيره من الوعي تؤهله لاستيعاب حقيقه ان اي نموذج ايجابي او سلبي من الوارد وجوده في اي دوله او مهنه, فالحكم على اي عمل ابداعي لا مكان فيه للهواجس الشوفينيه اذ يحفل تاريخ السينما الامريكيه باعمال تعتبر ضمن اهم الكلاسيكيات التي انتجتها وتسرد الوحشيه الممارسه من الوافدين الى القارة الجديدة ضد سكان امريكا الاصليين من قبائل الهنود الحمر او عن الحرب الاهليه الامريكيه بالتأكيد.. لم يكن رد فعل المشاهد الامريكي تصدير صوره سلبيه عنه في هذه الاعمال.
ذرائع البعض عن كون هذه الانتاجات تروج سياحيا لدول عربيه حيث يتم تصوير اجزاء منها أيضا لا يستند الى معليير تقييم واقعية. رغم اهميه القوى الناعمه المصريه في الترويج سياحيا لمصر خلال اعمالها, الا ان وضع مصر في مقارنه مع اي من دول العالم امر لا يتفق مع اي منطق. اذ ان حضاره 7000 عام, مظاهر الطبيعه المتنوعه والمتعدده التي تجتمع في مصر تجعلها في مكان منفرد عن اي مقارنات, بالاضافه الى ان التصوير بين الدول العربيه هو احد سمات الانفتاح والتعرف على الثقافات الاخرى وهي سمه عرفتها السينما المصريه منذ بداياتها.

زر الذهاب إلى الأعلى