مدحت عطا يكتب : أنا والعكاز ودواك..!!!
سبحان الله بالفعل الإنسان ضعيف جداً بل أكثر مما نتخيل من الوهن والهشاشه حيت عاصرت تجربة قاسية وما زلت فى قلب فوهتها فهى بركان نفخ فى حياتى فشبه دمرنى تماماً من حيث الحركة والحياة الطبيعية حتى أننى لم أستطع حتى الدخول الى بيت الراحة لقضاء الحاجة إلا بمساعدة الآخرين وتبدأ التجربة الصعبة عندما كنت أتلاعب بالكرة مع حفيدى فى ملعب الجامعة بسوهاج على سبيل الدعابة معه وإدخال السرور إلى قلبه وللأسف كنت لا أرتدى حذاء رياضى لزوم اللعب بالكرة وجاء السقوط بلا رحمة ورأيت كاحل قدمى عكس الإتجاه الطبيعى وعرفت على الفور أنه مكسور وخاصة عندما تورم فى التو واللحظة وتدخل أولاد الحلال ممن كانوا يتواجدون بالملعب لنقلى إلى سيارتى التى قدتها إلى المستشفى وأنا بهذه الحالة حيث دخلت طوارئ مستشفى راشد التخصصى بمدينة سوهاج وطُلب منى عمل أشعة مقطعية على الكاحل لمعرفة حجم الإصابة وكانت النتيجة بعد ساعة هو كسر مضاعف فى كاحل القدم والمطلوب إجراء عملية لتركيب مسامير وشرائح لإعادة القدم إلى طبيعتها ولا بديل عن ذلك الإجراء وخاصة بعد عرض كل الإشاعات على بعض الأطباء المتخصصين فى تلك الإصابة فى القاهرة وسوهاج وتم إتخاذ القرار من جانبى بضرورة إجراء العملية بمدينة سوهاج لعدة ظروف خاصة وعامة وهيأت نفسى لهذا الحدث الفريد والأول من نوعه بالنسبة لى حيث لأول مرة أدخل غرفة العمليات وما أدركم ماهى هيبة هذه الغرفة والاستعدادات لأجراء العملية بطريقتهم الممزوجة بالصرامة والحنية فى ذات الوقت من قبل الطبيب ومساعديه ومجموعة التمريض المشتركة فى إجراء العملية حيث بدأت التحدث أولا إلى طبيب التخدير وطلبت إلا اكون ميتبقظاً أثناء إجراء العملية بسبب حصولى على بنج نصفى وليس كلى وكان الرجل ودوداً فوافق على ماطلبته دون نقاش وتم إجراء العملية فى حدود ساعتين بالتمام و الكمال دون شعور بأى ألم يذكر حيث عاش معى الألم بعد الإفاقة وكان ألم لايقهر إلا بحقن التخدير المؤقت لعدة ساعات والتى نصحنى الكثير بعدم أخذها بأستمرار حتى لا أدمن هذه المسكنات وأخذت بهذه النصيحة وتحملت ألم لا تطيقه الجبال وكانت المسكنات الضعيفة من الأقراص هى علاجى فيما هو قادم من آلام وأصبح وسيلتى فى ما أعيشه هو العكاز للتحرك به داخل المنزل لفترات بسيطة فى بداية حياتى الجديدة حيث كان السرير هو مقر اقامتى الثابت وأصبح العكاز هو الدواء ووسيلة الترويح والترفيه لى حيث كان يقودنى من حجرة النوم إلى حجرة المعيشة حيث الطعام ومشاهدة التلفزيون…!!!
وهكذا أصبح هو رفيقى لمدة أربعين يوماً ومازال حيث استطيع المشى التدريجى مع عكازى بناءاً على تعليمات الطبيب حيث العودة للطبيب بعد شهر من هذا الإجراء بعد قضاء هذه المدة…!!؟
وهذه التجربة القاسية بمعنى الكلمة كان لها الفضل العظيم فى التقرب والعودة إلى الله وأيضاً قد غيرت الكثير بداخلى حول ترتيب بعض الأشخاص داخل مشاعرى وقلبى وفكرى وحياتى كلها منهم القريب ومنهم الصديق ومنهم الزميل فالتجارب المفاجئة تسقط بعض الأقنعة التى قد يرتديها البعض ممن ظننت فيهم أنهم يبادلوننى نفس المشاعر أو قدر الأهمية(الإهتمام) التى منحتهم أياها على مدى سنوات عمرى السابقة فالحمد لله الذى جعلنى أخوض هذه التجربة لكى أستيقظ من سُباتى العميق الذى كنت أعيشه فى مشاعر هى حالياً فى عداد الموتى لبعض الناس حيث أقول لهم كما “تَدين تُدان” وجزى الشدائد كل خير…!!!
وأخيراً أتذكر قول أحد المفكرين وأصحاب الخبرة إن قلة الاصل دائماً لا تأتى إلا ممن كنت جدع معهم لأبعد حد ولم أعيش هذه الكلمات الصادقة إلا بعد هذه التجربة المريرة والتى مازلت حتى الآن موحودة وأشكر المولى عز وجل أنه منحنى الصبر والبصيرة فى هذه المحنة ولن أعاتب أى إنسان قد هنت عليه لأنك كما هنت ستهون مع العلم بأن أى مريض يتألم يحتاج إلى زيارة أو حتى سؤال فهذا العمل يرفع من روحه المعنوية ويساعد فى شفائه سريعاً وقد قال من لا ينطق عن الهوى رسول الله صل الله عليه وسلم ” مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلاً ” صدق رسول الله صل الله عليه وسلم…!!!
فزيارة المريض هى من السنن المؤكدة والمستحبة بين
المسلمين…!!!
وأصبحت أنا والعكاز ودوائى عايشين لبعضينا…!!!
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وعافية وصحة…!!!