الدكتورة حنان عيد تكتب : (الحرية قرااار )
أنا حرة ولكني مقيدة!!
أنا حرة .. أي لست عبدة أو مستعبدة .. حرة حرية الدين وحرية التعبير .. عليك أن تسلك الطرق والدروب الصعبة لكي تصبح حراً .. فاسلك كل شئ صحيح وبطريقة صحيحة حتى إذا لم يكن ذلك في مصلحتك ولا تهرب من الواقع بهفواتك وشهواتك الدنيويه .. قد تكون حراً من قيود المجتمع .. أو حراً فيما تريد أن تفعله.. أو حراً كما كان مقدراً لك أن تكون .. ولكنك مقيداً من داخلك بأفكارك ومحادثاتك مع نفسك من الداخل .. ولكي تكون حراً تخلص من تأنيبك لضميرك واضطهادك لنفسك .. ولا تجعل حريتك على حساب حرية الآخرين .. ولا تتخلى عن قيمك وانتماءك .. أو تعمل على إيذاء جيرانك أو أحبابك أو وطنك .. قد تظن أنك حراً إذا اخترقت إشارة حمراء مثلاً .. أو خالفت نظام وقانون بلدك .. أو أذيت أهل بيتك أو جيرانك .. لا لست حراً إنما خالفت الواجب وتعَاظمْت على الدين والأخلاق .
أجبني على سؤالي: هل تستطيع أن تكون حراً في جسدك فتتركه يتلف ويمرض .. أو تقطع منه قطعة وترميها مثلاً .. هذا الجسد تسكنه الروح التي لا يستطيع أحد أن يكون حراً فيها إلا خالقها ..
إذاً أنا حرة ولكني مقيدة بأمور ديني وأخلاقي .. فمن الممكن أن أُقيد تعبيري وأفكاري وتصرفاتي في موضوع أو حدث أو شخص ما حفاظاً على حرية الآخرين سواء كانوا أماكن أو أشخاص .. فلا تنتهك القيم والأخلاق وتثير الشغب والقلق وتحرض على الفساد والخراب ثم تدَّعِي أنك حراً تفعل ما تريد .. فلو أُطلق أمر الحرية بلا قيود لفسد أمر الكون من العباد والبلاد .
حافظ على حريتك ووطنك حتى لا تصاب بالقلق والاضطراب والتوتر والغضب وغيرهم .
فتفقد قيمة نفسك واحترام من حولك وتسقط سقوطاً مروعاً كالبلاد التي سقطت وبلا عودة ..
الحرية هي القرار الذي تتخذه كإنسان واعي وراقي ومسئول.. ولا تستطيع قوى العالم أن تسلبك هذا القرار .. مهما كانت الإغراءات أو توحش وقذارة العدوان حريتك هي التي تحميك من هؤلاء ..
فكن حراً كالرسول صلى الله عليه وسلم وخُذْه قدوة .. جَاهدَ وترقىَ في الكمال والأخلاق والعمل والسلوك واتباع ما جاءه من الله فكان حراً .
أختارك الله لحمل الأمانة ولكن ترك لك الحرية في أن تتبع القرآن والسنة أو غير ذلك عندما قال:
قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل . صدق الله العظيم .
فكن عند حسن ظن الله بك .. وحافظ على حريتك بما لا يضر حرية الآخرين ووطنك ونفسك ..
أنا حرة، فلا تسألني عن اسمي فقد وهبته لمن منحني الحب والأمن وأبعد عني التعب والنصب والمحن
ولا تسألني عن نفسي فقد نسيتها كلما حدثتك عن صفات
وجمال ومعنى الوطن.
نهاركم سعيد تملأه الحرية في وطن له درع وسيف وعلَّم العالم كيف تكون المهابه والاحترام والقيم