مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : .. (صعود اضطراري !)

شائك الحديث عن الطبقات الاجتماعية

كونها مرتبطه بالحراك العام ومشكل له حسب الشيوعيه التي تمحورت حول نزاع طبقي افضي اليها وان كانت الفكره تآكلت في عقر دارها لبلادتها الاقتصاديه وفي مبادئ ثوره ٢٣ يوليو في مصر كان القضاء علي الاقطاع وسيطره راس المال علي الحكم وكلاهما معبران عن طبقيه فاحشه، ولان الصراع الطبقي اشد من صراع الاديان والمذاهب والالوان والافكار وان مكونات كل طبقه قد تحتويهم جميعا ولاعتبارات ان الحدود بين الطبقات اصبحت هلاميه غير محدده ومفهومها غير واضح غير ان الحديث ان صدر من سكان الطبقه الدنيا يُتَهمون من قاطني الطبقه العليا بانه حقد طبقي وان صدر عنهم يصنفه اهل الطبقات الادني بانه تعالِ وتكبر ويبقي اهل الطبقه الوسطي حيري بين ان يصنفوا متعالين لو متعالي عليهم.
الذين صنفوا طبقات المجتمع اقترحوا لنا ان الطبقات ثلاث عليا ومتوسطه ودنيا، الاولي تضم الاكثر ثراءا والمتوسطه يسكنها حسب التعبير الدارج “المستورين” اما الاكثر فقراً فيقطنون اسفل التصنيف في الطبقه الدنيا وان الحركه السلسه للصعود بينهما تكون معبرا عن استقرار مجتمعي وصعودا بمجموعه ، ولان المقياس الذي يصنف الفقر والغِني اصبح زئبقيا لاعتبارات تغير قدر وقيمه الثروه والمعبَر عنها بالنقود فقديما كانت اغنيه (الالف جنيه ياحلاوه عليه) لاعتبار انه قيمه ماليه ضخمه تعبر عن ثراءا كبيرا اما الآن فتعبر عن وجبه لفرد من اهل الغِني في مطعم فخم إن اكملت او قيمه صرف تذكره طبيه حررها طبيب لمريض بائس مصاب بإنفلونزا مع توصيه من الطبيب باسم الصيدليه التي يتم الصرف منها!! ؟،. حاليا يمكن يكون المليار جنيه ياحلاوه عليه.
في وقت اخير توجهت الدوله لرعايه الفئه الاقل ببناء مساكن كما حدث بالاسمرات بديلا لعشوائيات الدويقه هنا جأر بالشكوي مايسمون انفسهم بابناء الطبقه الوسطى في مثل سياق المثل (الكسره في يد اليتيم عجبه) باعتبار انهم مهمشين لم ينالوا حظا من الرعايه التي تقدمها الدوله للفقراء خصما من ضرائب يمولونها وانهم طبقه تآكلت وذهبت للطبقه الدنيا ولايستطيعون الصعود للاعلي مع اعتبارهم ان طبقتهم هي صمام امان للمجتمع اذا ان حجمها الاكبر يكون معبرا عن استقرار اجتماعي يستقطب اليها الصاعدين من طبقه الفقراء عندما يتاح لهم سبيل من تعليم او وظيفه او ثروه يحققها عصامي من الفقراء فيقل حجم طبقه الفقراء بصعود ابنائها لطبقه الوسط وقد يتاح لمجتهد او محظوظ من الطبقه الوسطي صعودا للطبقه العليا
سكان كل طبقه لهم سلوك اجتماعي وقدر ثقافي وسلوكي تحدده الطبقه باعتبار ان الثراء او عدمه يحدد انماط المعيشه والسلوك والملبس ونوع وفئه التعليم والسكن والسياره ومع وجود هذه الانماط في ضمير كل فئه يحدث خللا اذا تحرك سكانها لاسفل او لاعلي والذي يلاحظ بشده عند حدوث
“صعود اضطراري”
لابناء الطبقه الدنيا ووصف اضطراري يعبر عن ثراء الطفره او الصدفه المفاجئ الذي ياتي لاي اعتبار غير الكسب المعتاد الحلال ومن مصادر قد تكون محل اي شبهه ومع عدم توافق الصعود المادي بصعود في الوعي والتعليم والسلوك يضمن له سلوكا متوافقا مع سلوك اهل الطبقه التي صعد اليها فينال ازدرائهم واقل مايوصف به منهم بانه “محدث نعمه” و “تربيه جوع” واذا مارس هؤلاء سلوكهم الناتج عن نعمتهم الحديثه بين افراد طبقتهم القديمه والذي يتراوح بين تعالي وتفاخر ربما يصل ضمنيا لحد (اوتيته علي علم عندي)، مع تغير في المسكن والملبس واحراز سيارات وربما اسلحه ومظاهر انفاق برياء او بدون وقد تصل بهم رغبه اثبات الذات للسعي ليكونوا في دائره الضوء بان يحرزوا لقب نائب كمكمل للوجاهه او مذلل للسبل ، الامر الذي يقود لنقمه وازدراء من محيطه..
الهبوط الاضطراري من طبقه لادني منها لظروف زوال الثروه التي ارتفعت بهم بفعل خساره او تفتت او سوء اداره موارد او حتي ان ثرواتهم لم تتضخم بقدر قفزات ثروات ابناء طبقتهم فينزلقون عنها لطبقه ادني، هذا السقوط قد يكون مثارا للشفقه في حكم المتصالحين مع انفسهم وللشماته في باطن غيرهم وقد يكون تصرفهم يمثله ماجسده احمد مظهر في فيلم “الايدي الناعمه”
اشكاليه التاهل للحركه بين الطبقات يلزمها تاهيل نفسي ثقافي معرفي سلوكي حتي لايكون السلوك المصاحب للصعود او الهبوط الاضطراريان امرا مستفزا مع حفاظ القابعين باي طبقه علي سلوك لا يستدعي حنق الاخرين وخلق احساس افتقاد المجتمع لقيم العدل كاستعراض اسعار فيلا او شاليه او زجاجه المياه في شواطئ الفئات العليا واستبدال مايستدعي قيم العدل الي مايستدعي قيم التكافل والتراحم والعطف ويعزز قيم المثابره والجد وتكافؤ الفرص لينهض من هم اقل،
وسيظل هذا التصنيف اللامنطقي لفئات وطبقات المجتمع ماظلت الثروه هي المعبر عن الطبقه مع اهمال التعليم والوعي والقيم والثقافه والسلوك القويم كمعبر عن الفئه والطبقه، ويظل الاساس في حكم الله عز وجل الوارد في قوله سبحانه “يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء”.

زر الذهاب إلى الأعلى