شعبان ثابت يكتب : (صناعة الأمل)
أصدقائي وقرائي الأعزاء لايخلوا أحد منا من هم أو غم أو شئ ما ينغص عليه حياته مهما بلغ من رغد العيش لأن الإنسان مبتلى ودائما يوضع في إختبارات وهو على قيد الحياة والذكي من يصنع من المحنة منحة ويعيش بالأمل ولو كان مستحيل الحدوث من وجهة نظره أو بمقاييس البشر لكن بمقاييس رب البشر من يقول للشئ ( كن فيكون) فلايوجد مستحيل
ومن هذه النماذج التي صنعت الأمل لنفسها رغم معاناتها هذه السيدة الصابرة المثابرة الراضية بقضاء الله وقدره
إﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ (ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎﻥ) ذات صباح بعد عدة جلسات بالعلاج الكيماوي ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻟﺘﺠﺪ ﺛﻼﺙ ﺷﻌﺮﺍﺕ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ !!
ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
ﻻ ﺑﺄﺱ ! ﺳﺄﺻﺒﻎ ﺷﻌﺮﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ! ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﻀﺖ ﻳﻮﻣﺎً ﺭﺍﺋﻌﺎً !
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ إﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺷﻌﺮﺗﻴﻦ ﻓﻘﻂ ! ﻓﺎﻧﻔﺮﺟﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮﻫﺎ،ﻭﻗﺎﻟﺖ :
ﻣﺪﻫﺶ ! ﺳﺄﻏﻴﺮ ﺗﺴﺮﻳﺤﺔ ﺷﻌﺮﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺳﺄﻗﺴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻔﻴﻦ ﻭﺃﺻﻨﻊ ﻣﻔﺮﻗﺎً ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻔﻪ ! ففعلت ﺫﻟﻚ ﻭﻗﻀﺖ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺪﻫﺸﺎً !
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، إﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻟﺘﺠﺪ ﺷﻌﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ! ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺎﻟﺖ :
ﻣﻤﺘﺎﺯ ! ﺳﺄﺳﺮﺡ ﺷﻌﺮﻱ ﻟﻠﺨﻠﻒ ! ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﻀﺖ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺮﺣﺎً ﻭﺳﻌﻴﺪﺍً .!
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ إﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻟﺘﺠﺪ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺧﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺗﻤﺎﻣﺎً !
ﻓﻬﺘﻔﺖ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ :
( ﻳﺎ ﻟﻠﺮﻭﻋﺔ :
ﻟﻦ ﺃﺿﻄﺮ ﻟﺘﺼﻔﻴﻒ ﺷﻌﺮﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ !
( عن أي يأس تتحدثون)
تنحني الأحزان جميعها أمام تلك العظمة و الإرادة و الأمل لدى تلك السيدة العظيمة .
هكذا يصنع أصحاب الإرادات القوية الأمل الذي يعيشون عليه ومن أجله كل صباح لا أن يندبوا حظهم ويصبوا اللعنات على الدنيا وما فيها ؟!
يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفارج الله
تمنياتي لكم جميعاً أصدقائي وقرائي الأعزاء بدوام الصحة والعافية والسعادة في الدنيا والآخرة .
وإلى أن نلتقي في مقال آخر أترككم في رعاية الله وحفظه