مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب: (متأخّرين بخطوتين)

لا… بل إحقاقًا للحق (متأخرون بسنين ضوئية)!! هل تتذكرون معي وباءَ كورونا عندما أقعدَنا جميعًا في المنازل وغيَّرَ مفهومَ العمل والتعليم، فظهر التعليم عن بُعد، والعمل أون لاين، وبدأنا نُفكر في آلياتٍ مبتكرة للتعامل مع الوضع الطارئ؟! ولكن للأسف فشِلنا وحمَلنا في الذاكرة أسوءَ الانطباعات عن التعليم عن بُعد، وأكثر الحقائق قسوة عن تكدس سوق العمل بعمالة سلبية، ليست إلا عِبئًا على العمل والموارد والمواطن.

قد يتساءل البعض عن سبب استحضاري لهذه الذكرى المريرة وإخراجها للنور مرة أخرى؟! السبب هو مشاهدتي لأحد البرامج التليفزيونية على قناة عربية إخبارية اعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي في إخراج العمل الذي يتحدث عن علماء مسلمين غيّروا وجه العالم.

النص مكتوبٌ باحترافية، والإخراج مُبهر العناصر والتفاصيل، ورغم أنها فكرة قُتِلتْ بحثًا ومُكررة، لكنَّ الجديد كان تقنيةَ الذكاء الاصطناعي التي خطفت الأبصار، فجعلت المشاهدَ يعيش مع هؤلاء العلماء والمفكرين، ويرى أدق تفاصيل حياتِهم وعصرِهم وإنجازاتهم.
تقنية الذكاء الاصطناعي متاحة، ويلهث العالَمُ لاستغلال تطبيقاتها في كل المجالات، أين نحن؟!!

لماذا لم نستخدم هذه التقنية في التعليم لتأصيل المعلومات لدى أبنائنا؟! لماذا ما زلنا نعتمد على الكتاب والطرق التقليدية؟! وحتى عندما اختبرنا التعليم أون لاين خرج علينا المدرسون من أمام سبورة، بل وفاقدين ميزة التفاعل مع الطالب!!

لماذا لم نستخدمها في المجال الإعلامي لتقديم الأفكار التقليدية في قالب آخاذ، يعيد ما خسرناه من جمهور خاصة الشباب، للتحلق مرة أخرى حول الشاشات المصرية، ووضع هواتفهم في حافظاتهم من جديد؟! لا نريد أن نبكي على اللبن المسكوب، ولا هروب الكفاءات من كل المجالات إلى الخارج، لا تزال الفرصة متاحة والمجال مفتوحًا للمنافسة، فقط النجاح حليفُ المبادرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"