مقالات الرأى

فاطمة شعراوى تكتب : وزارة التضامن و صناعة “سينما المرأة”

في عالم تتشابك فيه خيوط الفن والثقافة مع مسائل التنمية والوعي الاجتماعي، تبرز مشاركة وزارة التضامن الاجتماعي في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة كنموذج مُلهم للدور الذي يمكن أن تلعبه الهيئات الحكومية في دعم وتعزيز الفنون، خاصة تلك التي تركز على قضايا حيوية كقضايا المرأة والتنمية الاجتماعية.

تؤكد هذه المشاركة على الأهمية البالغة التي توليها السيدة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى للسينما كأداة فعّالة للتوعية والتغيير الاجتماعي. من خلال دورتها الثامنة، يُظهر مهرجان أسوان كيف يمكن للأفلام أن تعمل كمرايا تعكس الواقع، وكأدوات قوية لمناقشة ومعالجة القضايا المرتبطة بالمرأة بشكل خاص، من خلال تقديم قصص ورؤى تسهم في تشكيل الوعي الجماعي وتحفيز التغيير الإيجابي.
لعل من أبرز مظاهر هذه المشاركة هو إطلاق الوزارة لستوديو لصناعة الأفلام، وهو مبادرة تهدف إلى تمكين الفنانين الشباب، خصوصاً في صعيد مصر، من المساهمة في صناعة السينما، وتعزيز تنوع وثراء الثقافة المصرية. هذه الخطوة لا تدعم فقط الإنتاج السينمائي، ولكنها توفر أيضاً منصة للمواهب الناشئة لتقديم أعمال تلامس قلوب وعقول المشاهدين.
كما تشير المسابقة «بطل من بلدنا للأفلام القصيرة»، التي أطلقتها الوزارة، إلى رؤية استراتيجية لاستغلال الفن في ترويج القيم الإيجابية وتسليط الضوء على البطولات اليومية، سواء في المجالات الاجتماعية أو التنموية. هذه المبادرات تعكس إيمان الوزارة بأن الفن ليس فقط وسيلة للتعبير، بل هو أداة قوية للتغيير والتحسين المجتمعي.
إن دور وزارة التضامن الاجتماعي في مهرجان أسوان لسينما المرأة يمثل نموذجاً يحتذى به في كيفية التعاون بين الهيئات الحكومية والمؤسسات الفنية لتحقيق أهداف مشتركة تعود بالنفع على المجتمع بأسره. من خلال دعمها للإنتاج السينمائي الذي يعزز من صورة المرأة في الدراما، تسهم الوزارة في بناء مجتمع يرتكز على الاحترام والتقدير لدور المرأة في التنمية والتغيير الاجتماعي.
وختاما فإننى أرى أن مشاركة وزارة التضامن الاجتماعي في مهرجان أسوان لأفلام المرأة تعد دليلاً على تبني استراتيجيات مبتكرة وفعّالة للتواصل مع المجتمع وتعزيز الوعي حول قضايا حساسة ومهمة. هذه الجهود لا تساهم فقط في تعزيز الثقافة السينمائية، بل تعمل أيضاً على تعزيز الصورة الإيجابية للمرأة وتمكينها في جميع جوانب الحياة العامة والخاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"