مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب: عُلب وبرطمانات!!

أكاد أجزم أنه في حياة كل واحد منا يوجد شخصٌ ما، لا يريد التخلصَ من العُلب والبرطمانات سابقة الاستخدام، قد يكون والدك أو والدتك، الأخ أو الأخت، المؤكد أن هذا الشخص موجود بحياتك، عفوا نسيت أن أخبرك… قد تكون أنت!!

اللطيف أننا نتعامل في مجتمعنا مع هذا الشخص بطريقة سلسة، حتى يصل حد احتفاظه بالأشياء لمستوى مقلق، وقتها نبدأ التنبه لوجود مشكلة ما عند هذا الشخص، وللأسف التعامل معها يكون بشكل خاطئ!!

دعني أوضح لك أولا أن ما تكلمتُ عنه من بداية المقال يُعد مرضًا نفسيا يُسمى (الاكتناز القهري) ويبدأ مع الشخص – وفقا لدراسات علم النفس – من سن مبكرة ما بين (١٥-١٩) عامًا، وللأسف هو مِن الأمراض التي لم يتوصل العلم حتى الآن لطرق وقاية منها، والمؤسف أنه يُعد مسببا لأمراض نفسية أخطر مثل الاكتئاب والوسواس القهري واضطرابات القلق ونقص الانتباه.

ولتعلم أن (الاكتناز القهري) مستويات، يبدأ بسيطا، لكن إذا لم يتم علاجه مبكرا يُسلمك إلى مستوياته الأعلى، فإذا وجدتَ نفسك لا تستطيع الاستغناءَ عن برطمانات النسكافيه وعُلب الهدايا القديمة وعبوات الكريم، لا تتردد في التخلص منها فورا، وإن لم تستطع اتخاذ مثل هذا القرار، عليك فورا بطلب الدعم النفسي من المتخصصين!!

وهنا يجب التفريق بين (الاكتناز القهري) وهواية جمع أشياء محددة مثل الطوابع أو نماذج السيارات، حيث يبحث أصحاب هذه الهواية بكل عناية عن تلك الأشياء، وينظمونها ويعرضونها في مجموعات، فلا تُسبب شعورَ صاحبها بالحزن ولا تجعله يُعاني من مشكلات في أداء المهام كما هو الحال مع اضطراب الاكتناز.

وباعتباري من محبي القراءة في علم الطاقة، أنقل لكم هذه التحذيرات عن خطر تجميع الكراكيب خاصةً داخل المنازل من وجهة نظر المتخصصين بهذا المجال… يؤكد علماء الطاقة وجودَ حواجز تمنع تبادلَ الطاقة وتجددَها ووصولَ الطاقة الإيجابية للتنفس داخل البيوت!! ومن أخطر هذه الحواجز (الكراكيب)، فهى تعرقل طاقة الحياة بالمنزل وتنشر الطاقات السلبية.

و (الكراكيب) لمن لا يعرفها هي الأشياء المهملة أسفل السرير وفوق (الدولاب) وفى الأركان والزوايا، والتى تتراكم فى المنزل دون استخدامها، ويكون لها تأثيرٌ قاسٍ ومدمر، كما تقول الأستاذة (سها عيد) خبيرة علم طاقة المكان، والتي أكدت أن كراكيب البيوت تؤدي لمرض جسم المنزل واعتلال الحياة بداخله، بما ينشر الاضطرابات والمشاكل والتوتر والمشاحنات بين أفراده.

وسواء كنت من المؤمنين بوجود مرض (الاكتناز القهري) وفرضيات علم طاقة المكان أو مِن الكافرين بهما، قد توافقني الرأي في تلك الفرضية التي أعتمد عليها بحياتي وهى: (ما يمر عليه عام ولم تستخدمه أبدًا، في الغالب لن تستخدمه مطلقًا، إذًا تخلص منه فورا).

زر الذهاب إلى الأعلى