د . إيمان إبراهيم تكتب : هوس التصوير
هوس التصوير هو الشغف الكبير بالتقاط الصور والتعبير عن الذات من خلالها، ويمكن أن يكون هذا الشغف بمثابة هوس عند بعض الأشخاص، حيث يعيش الكثير من الأشخاص في الوقت الحالي في عالم تستهويهم فيه التقنية والتصوير الرقمي، وينشغلون بشكل كبير في التقاط الصور بالهواتف الذكية والكاميرات الرقمية الحديثة، ويعتبر ذلك من الظواهر الشائعة في المجتمع، حيث يحرص الكثير من الأشخاص على التقاط الصور بشكل مستمر لتوثيق لحظات الحياة ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين.
ورغم أن هذا الهوس يمكن أن يكون مفيداً في بعض الحالات، إلا أنه يجب أن يتم التصوير بشكل مناسب حتى لا يخرجنا عن حدود اللياقة المعهودة لاسيما إذا كان التصوير في الأماكن والفاعليات العامة مثل الندوات والمؤتمرات وغيرها، خاصًة إذا كان المصاب بهوس التصوير يمثل جهة ما يشار اليها بالبنان، فعليه أن يظهر بمظهر القدوة التي يحتذي بها فيجب أن يكون علي قدر هذه المسؤولية التي يحملها.
فجميعنا لا ينكر أن التصوير مفيد جدًا فبعض الأشخاص يساعدهم التصوير على التعبير عن أنفسهم وتحسين مزاجهم وتقليل التوتر والضغط النفسي، كما يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الذاكرة وتعزيز الذاكرة البصرية، حيث يتذكر الشخص اللحظات والأماكن التي قام بتصويرها بطريقة أفضل هذا بالإضافة إلي أهميته في توثيق الحدث.
ولكن في المقابل أشارت دراسة تحليلية نُشرت في مجلة Personality and Individual Differences في عام (2018) أن هوس التصوير يمكن أن يؤدي للإدمان والانفصال عن العالم الحقيقي، حيث يقضي الشخص وقتًا طويلًا في التصوير والتعديل ونشر الصور علي مواقع التواصل المختلفة، ويتجاهل الحياة الاجتماعية والعلاقات الحقيقية، كما يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في الانفصال عن الواقع وتشويش الحدود بين الواقع والخيال.
وفي النهاية يمكن القول بأن هوس التصوير يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية والمظهر العام للشخص بطرق مختلفة سواء كانت بالسلب أو الإيجاب، ولكن من المهم توازن هذا الشغف مع الحياة الاجتماعية الحقيقية وعدم الانفصال عن الواقع، فيجب أن يتمتع الشخص بإدراك صحي لتأثيرات هوس التصوير.