احمد عبد المقصود يكتب : قطار” نيوم ” انطلق فماذا نحن فاعلون؟

قطار السياحة السعودية الفخم ينطلق بسرعة الصوت، ونحن نقف علي محطات شبه متهالكة ، يكاد صدى ارتجاج القطار ان يعصف بها، بعد ان عجزت عن الصمود ، ومع ذلك نقف ساكنين دون حراك، عجزا أو ” قلة حيله” ! وفي نهاية الأمر لن يتبق لنا سوى من لا يملك ثمن تذكرة هذا القطار الفاخر !
هذا هو واقع حال قطاع السياحة خاصة في مدينتي الغردقة وشرم الشيخ ،ولا اعرف حقيقة ماذا ننتظر حتي نتحرك، الوقت لم يعد في صالحنا بعد ان بدأت المملكة بالفعل في افتتاح مشروعاتها السياحية الفخمة المطله علي البحر الأحمر ، مشروعات لن نستطيع منافستها بأي حال من الأحوال ، في ظل فنادق لن تستطيع المنافسه ، وهذا بالمناسبة ليس وجهة نظرى بل هذا ما صرح به وزير السياحة السابق خالد العناني الذي قام بتخفيض مستوى نجومية الكثير من الفنادق لتدني مستواها،

في حوار جمعني بالسيد أنور هلال والذي اعتبره واحدا من أهم رجال السياحة بمصر لما له من استثمارات فندقية تطل علي البحرين الاحمر والمتوسط، بالاضافة لكونه وكيلا لكبرى منظمى الرحلات بالسوق الايطالي، وقد وجدته يشاركنى حالة القلق من التطورات السريعة لمشروع نيوم الذي سوف يفتتح باكورة مشروعاته العام المقبل،
وساترك هلال يوضح لنا حقيقة الموقف كما هي دون تهويل أو تهوين.
قال هلال اننا يجب ان نستعد وبسرعه للتحدي القادم الينا من الضفة الأخرى للبحر الأحمر ، مؤكدا ان الدولة المصرية استطاعت خلال السنوات الماضية ان تشييد بنية أساسية قوية تمثل شريانا للمدن السياحية وتؤهلها بطبيعة الحال للمنافسة،
ولكن من ناحية إخرى اجد لزاما علي ومن منطلق حرصى علي قطاع السياحة الذي يعتبر أحد أهم اعمدة الاقتصاد الوطني ان اطلق جرس إنذار محذرا مما هو قادم ، وهو للاسف لن يكون في صالح السياحة المصريه،
فالشاهد ان هناك فنادق فخمة سوف تفتتحها المملكة خلال العام المقبل، لتبدأ سلسلة من المنتجعات المبهره تم بناؤها علي شواطىء البحر الاحمر وعلي جزرها المنتشره داخله بتكلفه استثمارية مبدئيه تصل الي ٥٠٠ مليار دولار، بالاضافة الي انشاء شبكة من الموانئ والمطارات وشركات الطيران لاستجلاب السائحين من كافة بقاع الأرض ،ويواصل أنور هلال، مؤكدا ان المرحلة الاولي تشمل افتتاح ١٤ منتجعا بطاقة تصل الي ٣٠٠٠ غرفه في ٥ جزر داخل البحر الاحمر، وتخطط المملكة لتحقيق دخل من قطاع السياحة خلال السنوات الخمس المقبله حوالي ١٠٠ مليار دولار.
ولم تكتف المملكة بذلك اصدرت حزمة من الحوافز لتشجيع المستثمرين ومنظمى الرحلات منها تيسيرات في تأشيرات الدخول واعفاءات لا حصر لها،
واعتقد ان حجم الإنفاق علي تلك المشروعات يعكس لنا صورة الرفاهية والفخامة التي سوف تتمتع بها مشروعات نيوم، ويعكس لنا أيضا نوعية السائحين التي تسعى السعودية لاستقطابها، وهم بالتأكيد سوف يكونو من اصحاب الإنفاق المرتفع، وبالتالي لن يتبق لنا سوى السائحين اصحاب الإنفاق المتوسط أو المتدني!
ولكى نتمكن من المنافسه يجب علينا العمل وبسرعه ودون تباطوء لإعادة تأهيل قطاع السياحة ، علي ان يكون وفقا لخطة عمل محدده تشارك فيها كافة أجهزة الدوله ، وان تعتمد تلك الخطة علي عدة محاور،
ومن أهم تلك المحاور او الملفات ،ملف العمالة وأرى ضرورة عمل دورات مكثفه لطلبة كليات ومعاهد السياحة وان لا يحصل علي شهادة تخرجة إلا بعد اجتيازه فترة تدريب جديه بالفنادق،
والمحور الثاني يتلخص في ان هناك ضرورة ملحة لبحث موقف الفنادق المتوقفة بالمراكز السياحية بشرم الشيخ والغردقة ومرسي علم، وان تقوم الوزارة بالتعاون مع البنوك بتذليل جميع العقبات أمام أصحابها لإعادة افتتاحها مره أخرى وفي أسرع وقت ممكن ، وهناك دول سياحية مجاوره لنا ، قامت بتمويل الفنادق لإعادة تشغيلها بغض النظر عن تعثر أصحابها ، انقاذا لقطاع السياحة، وضمانا لاستمراره في المنافسه وتحقيق دخل للدوله،
ويواصل انور هلال رؤيته متحدثا عن المحور الثالث،بضرورة تسهيل استيراد اتوبيسات النقل السياحي ، حيث ان اسطول النقل الموجود حاليا لن يستطيع مواكبة الأعداد السياحية التي اعلن وزير السياحة عنها والتي تصل وفقا لتصريحاته الي ٣٠ مليون سائح.
والمحور الرابع عمل شبكة ضخمة من الطرق لتحقيق سيوله تحرك السائحين من الغردقه علي سبيل المثال الي القاهرة او الاقصر واسوان لزيارة المناطق الاثريه والاستمتاع بها.
واخيرا ينهى هلال كلامه بأن الوقت لم يعد في صالح السياحة المصريه وان هناك ضروره ملحة لتذليل جميع العقبات التي تقف أمام المستثمرين والعمل علي تشجعيهم بكافة الطرق لإعادة فتح وتشغيل فنادقهم وضخ إستثمارات جديده ، مؤكدا إن الاستثمار الاجنبي مازال غائبا عن قطاع السياحة وان نسبة مساهمته في الاستثمارات بمدن شرم الشيخ والغردقة ومرسي علم ضعيفة ، ولا تتناسب مع عوامل الجذب آلتي نمتلكها ، وهنا أرى ان المستثمر الاجنبي لن يضخ استثمارات إلا بعد تأكده تماما من إستقرار المستثمر الوطني.