في مقاله سابقة تحدثنا عن ان هناك تغيرات وتقلبات في بوصلة صناعة السياحة خلال الأعوام المقبله نتيجة للتغيرات العالمية المتسارعة التي احدثت بدورها تغيرات في إهتمام السائحين باكتشاف انماط جديدة من السياحة بإستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، ولإن هذا الكتابه والاقتراب من هذه الأنماط وما يصاحبها من توجهات جديده تحتاج الي معلومات محدده وموثقه ، فقد تلقيت رساله من الخبير السياحي علاء خليفة ردا عن ما قمت بنشره علي ” بوابة مصر الآن ” ونتيجه لثرائها بالمعلومات الموثقة اعرضها عليكم كما هى ودون تدخل مني،
الاستاذ أحمد عبد المقصود سعدت بقراءة مقالك حول رؤية حركة السياحة المستقبلية وأود ان اشير الي ان كل الارقام و الاحصائيات الحالية حول عدد السياح في العالم سيزداد بسُرعة ضخمة ليتجاوز ملياري سائح في العالم خلال ال عشر سنوات القادمة وتزامنا مع زيادة عدد السكان بالعالم ، وسيكون لدى المزيد من المسافرين كل الوسائل والرغبة في السفر لاستكشاف ثقافات مختلفة وتجربة وجهات فريدة مما يسمح للزوار فيها بتجربة ثقافات وعادات ومأكولات واحتفالات وفاعليات أكثر تنوعًا خلال تجارب سفرهم ، مما يساهم في أثراء النمو الاقتصادي للدول ، ولذلك من المتوقع أن تتحول اغلب وجهات السياحة العالمية الي التركيز فقط على الترفيه والابهار وتقديم تجارب سياحية عديده ومتنوعة ..
كما أن التطورات المتلاحقه في التكنولوجيا الرقميه والنقل ، مثل وسائل النقل السريع والنقل الذاتي والنقل الذكي وتطبيقات الواقع الافتراضي المعزز ، ستجعل من السفر أكثر سهولة للأشخاص من جميع الأعمار ومختلف الميزانيات.
وفي عام 2030 ، اتوقع ايضا أن تكون صناعة السياحة مختلفة عما هي عليه اليوم. حيث سوف تتغير تفضيلات الزائر للمقاصد السياحية بشكل كبير وستتقدم التكنولوجيا الحديثه إلى أبعد مما هي عليه الان في مجال حجوزات السياحة والسفر ، مما يسمح بتجارب سياحية اكثر عمقا وتفاعلية مما يحدث الان!
وستركز اغلب الوجهات السياحية العالمية الناجحة بشكل كبير و متزايد على تعزيز الأنشطة السياحية المستدامة والتي تحتك وتتشابك بالثقافه المحليه وحرية التجول والاستكشاف والتعلم الذاتي، فضلاً عن تقديم تجارب اخري وانماط سياحية مبتكرة لكل انواع الزوار فيها. ولذلك سيتم استخدام الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR وتقنية ال ميتافرس metaverse لتنفيذ عمليات البحث والحجز والتسوق لاختيار المقاصد السياحيه المفضلة .
وسيسمح انتشار التكنولوجيا الرقمية المتطوره والذكاء الصناعي الحديث بتجارب أكثر واقعية للسياح في الأماكن البعيدة عن السياحه ، دون أن يضطر المسافرون للتعامل مع حواجز اللغة والصدمة الثقافية والمشاكل الأخرى.
وكذلك سيتم استخدام نفس التكنولوجيا بكثره لإنشاء وأداره حملات تسويقية ترويجية فريدة ومركزه للمقاصد السياحية وستسمح بالاعلان التفاعلي عن تسهيلات او عروض المقصد السياحي ، وايضا مع التقدم التكنولوجي سيتم استخدام كافه ارقام البيانات والتحليلات والنتايج التي تحدث في وقتها real-time عن طريق تحليل عميق من الذكاء الاصناعي لتحديد انسب وفضل القرارات للمساعدة في تطوير وتحسين تجارب جديدة في المقاصد السياحية الدولية والفنادق والجولات السياحية بكافه انواعها وذلك لتقديم عدد اكبر من عوامل الجذب.
واخيرا في عام ٢٠٣٠ ستلعب وسائل التواصل الاجتماعي الاكثر تطورا وبالاخص التي تتفاعل مع العالم الافتراضي منها meta verse ، دورًا أكبر واوسع واعمق في التأثير على قرارات وخيارات للسياح في اختيار الواجهة السياحيه القادمه لهم!
