أشرف مفيد يكتب : تجربة “أون باسيف” بين “خيال” تشرشل و”واقع”ستالين
يُحكى أنه في أروقة مؤتمر يالطا، حيث كان العالم يُعاد رسمه على أنقاض الحرب العالمية الثانية، دار حوار بين رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل والزعيم الروسى جوزيف ستالين رُبّما يكون هذا الحوار أسطوريًا في تفاصيله، ولكنه مُلهم في مغزاه وفى مضمونه القوى.
يُروى أن تشرشل تحدث عن قوة الفاتيكان الروحية وكيف يمكن لها أن تؤثر على الحرب، بقوله ان بابا الفاتيكان قرر إعلان الحرب على المانيا ، ودون ادنى تفكير رد عليه ستالين بسؤال جاف: “كم دبابة يمتلك البابا؟” .
لم يكن ستالين يقلل من شأن القوة الروحية، بل كان يُبرز أهمية القوة المادية الفعلية في تغيير موازين القوى.
من هذه الحكاية، نستخلص درسًا يتجاوز حدود الزمان والمكان، ويصل إلى عصرنا الحالي حيث يشهد الوطن العربي ثورة تكنولوجية متمثلة في السباق نحو الاستحواذ على الذكاء الاصطناعي.
تتحدث الان الحكومات والمؤسسات عن أهمية هذا المجال وتضعه في قمة أولوياتها، لكن كما في القصة، السؤال المهم هو: ما هي الأدوات والموارد التي نمتلكها لتحقيق هذه الأهداف؟
الواقع الذي نعيشه يظهر أن هناك فجوة بين الطموحات العربية والإمكانيات المادية والبشرية المتاحة ، وعلى الرغم من ذلك إلا أننا أمامنا نماذج مشرقة ومشرفه مثل شركة “أون باسيف” فهذه الشركة العربية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، اختارت دبي مقرًا لها، وبدأت تشق طريقها بثبات نحو العالمية، لتصبح رمزًا لما يمكن تحقيقه عندما تتوافر الإرادة والموارد.
انا على يقين من أن السبيل إلى تجسيد الطموحات العربية في الذكاء الاصطناعي يكمن في استيعاب دروس التاريخ والعمل بروح العصر ، حيث يجب أن ندرك أن مجال الذكاء الاصطناعي يتطلب أكثر من مجرد الإرادة السياسية؛ إنه يحتاج إلى استثمار طويل الأمد في التعليم، والبحث والتطوير، وتهيئة بيئة تشريعية وتشغيلية تدعم الابتكار
وبالتالى فإننى أرى أن شركة “أون باسيف” الرائدة فى مجال الذكاء الاصطناعى تقف اليوم كتجسيد حقيقى للطموح كما يجب أن يكون، فالشركة مُنطلقةً من أرضية صلبة من الإبداع والحكمة الاستراتيجية ، حيث اختارت دبي مقرًا لها، وبدأت تشق طريقها بثبات نحو العالمية، لتصبح رمزًا لما يمكن تحقيقه عندما تتوافر الإرادة والموارد.
وكما كان تشرشل وستالين يبحثان عن طرق لتحقيق الأمان والازدهار لشعوبهما، فإن “أون باسيف” تبحث عن طرق للإسهام في تحقيق الرفاهية الإنسانية عبر التكنولوجيا ، فهى تُشكّل معلمًا بارزًا في المنطقة العربية لمجال الذكاء الاصطناعي، ولا تقتصر في نشاطها على البعد الاقتصادي والتجاري وحسب، بل تحرص على دمج القيم والمسؤولية الاجتماعية في جوهر عملها.
يمكن لـ”أون باسيف” أن ترى في حوار تشرشل وستالين مرآة لطموحها، حيث يُمثل الحوار بينهما تلاقي الحكمة والقوة مع الابتكار والتقدم ، وبالتالى تُظهر الشركة التزامًا بتقديم حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة تخدم البشرية وتعكس مفهوم الاستدامة والحفاظ على البيئة، مُساهمةً في تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على الكوكب ، وهو ما يجعل الشركة ومن خلال تركيزها على تقديم منتجات تكنولوجية تتمكن من تحقيق الأثر الاجتماعي الإيجابي، وهو ما يجعل “أون باسيف” تقوم الآن بإعادة إحياء روح الحوار الاستراتيجي والتخطيط الواعي الذي كان يميز لقاءات العظماء مثل تشرشل وستالين، وتعيد صياغته في عالم اليوم، مُستفيدة من دروس الماضي ومُوجّهة ببوصلة المستقبل.
وفى تقديرى فإن الدرس الذي تستلهمه “أون باسيف” من هذا التاريخ المجيد هو أن النجاح لا يقاس بالإنجازات الفردية فحسب، بل بالقدرة على تشكيل مستقبل يُحقق التوازن بين النمو والمسؤولية. وبالتالي، تُعد “أون باسيف” ليست فقط شركة ذكاء اصطناعي، بل كيان انسانى يستهدف فى المقام الأول تحقيق تأثير إيجابي مستدام، تبعًا لما تعلمناه من الماضي وما نطمح إليه في المستقبل.
ومن يتابع تطور خطوات “أون باسيف” يلمس وبشكل لافت للنظر أن الشركة تعيد تعريف معنى الريادة في عالم الأعمال العربي، مُحاكيةً بذلك الروح الاستثنائية لقادة التاريخ الذين شكلوا وجه العالم ، وهكذا، تقف أونباسيف كمثال حيّ على القدرة العربية في لعب دور محوري على خشبة المسرح التكنولوجي العالمي، مستمدةً إلهامها من صفحات التاريخ ومُسطرةً بدورها صفحات جديدة من النجاح والتميز والتألق.