د.أمانى فاروق تكتب :”إيجابية الشباب” .. حملات تضيء الطريق
في عالم يتزايد فيه تأثير السوشيال ميديا والأفكار السلبية، تأتي حملة “ارجع صلي” كبارقة أمل تجدد الروح وتعيدنا إلى قيمنا وأخلاقنا، هذه الحملة ليست مجرد دعوة للصلاة، بل هي دعوة للتواصل مع الذات ومع الله، وإعادة النظر في حياتنا اليومية وترتيب أولوياتنا وأهدافنا في زحام الحياة.
من الرائع أن نرى حملات مثل “ارجع صلي” تخاطب الشباب بأسلوبهم ولغتهم، مما يتيح لهم فرصة التفاعل والانخراط بشكل أكبر مع هذه الأفكار الإيجابية، مما قد أثبت أن الشباب يمتلكون طاقات وإمكانيات هائلة يمكن توجيهها نحو الإيجابية إذا تم التواصل معهم بلغتهم أو بالطريقة الصحيحة.
فالشباب لديهم قدرة هائلة على الفهم والتمييز والاختيار، وهو ما ينعكس بوضوح من انتشار حملة “ارجع صلي” على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. إن هذه الحملات تؤكد أنهم يستطيعون انتقاء ما يناسبهم من أفكار إيجابية ويسعون إلى تطبيقها في حياتهم اليومية بل وتبنيها ونشرها.
إلى جانب دعوة الشباب الي العودة للصلاة، هناك العديد من الأفكار الإيجابية التي يمكن أن تكون موضوع حملات مشابهة نحن في أمس الحاجة إليها ، ومنها علي سبيل المثال
تشجيع الشباب على مساعدة كبار السن، خاصة من الأقارب والجيران، من خلال تقديم الدعم والمساعدة في الأمور اليومية.
وتعزيز قيم بر الوالدين والعمل على تقليص الفجوة داخل الأسرة الواحدة، مما يسهم في بناء علاقات أسرية صحية قوية ومستدامة.
فضلا عن الحث على المشاركة في الأعمال التطوعية وخدمة المجتمع، مما يعزز روح الانتماء والمسؤولية الاجتماعية.
بالإضافة إلي إرشاد و توجيه الشباب لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي ومعتدل، بعيداً عن السلبية والتأثيرات الضارة، ومن أمثلة ذلك هو الحملة التي أطلقها مجموعة من الشباب لنشر قصص النجاح بدلاً من الأخبار السلبية.
الأفكار الإيجابية للحملات لا تنتهي، ولكن نجاحها يتوقف على عدة عوامل هامة مثل لغة الحوار والجمل المستخدمة وأدوات النشر، فضلاً عن التوقيت المناسب وأهميته، فهو يمكن أن يكون عاملاً حاسماً في مدى تأثير الحملة وانتشارها بين الشباب.
ولدينا أمثلة عديدة لحملات نجحت في تحقيق أهدافها، مثل الحملات التي تناولت موضوع التحرش و الإدمان، كان من أبرز هذه الحملات، حملة “أنت أقوى من المخدرات” التي شارك فيها اللاعب الدولي “محمد صلاح” هذه الحملة لم تكتف بتوعية الشباب بأضرار المخدرات فحسب، بل قدمت نموذجاً للشخصية القدوة التي يمكن أن تتبعها الأجيال الصاعدة.
ومن المؤكد أن مشاركة الشخصيات العامة والمؤثرين في مثل هذه الحملات يعزز من تأثيرها ويزيد من انتشارها. حينما يشارك نجم بحجم محمد صلاح، فإن الرسالة تصل إلى ملايين المتابعين بشكل مباشر وتترك أثراً أعمق في نفوسهم، مما يسهم في تغيير السلوكيات ونشر الوعي.
ولا يمكننا إغفال الدور الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي في نجاح وانتشار هذه الحملات. فهذه الوسائل أصبحت الأداة الأهم في الوصول إلى الشباب، حيث يمكن من خلالها نشر الرسائل بشكل واسع وسريع، وتحفيز النقاشات والمشاركات التي تساهم في تعزيز الفكرة وترسيخها في الأذهان.
الفكرة ببساطة هي مخاطبة الشباب بأسلوبهم، وستكون النتائج مذهلة، إن حملات مثل “ارجع صلي” ليست مجرد دعوات، بل هي بذور تُزرع في عقول وقلوب الشباب لتنمو وتزهر في شكل أعمال وسلوكيات إيجابية تساهم في بناء مجتمع أفضل وأكثر تماسكاً. لنبادر جميعاً بدعم هذه المبادرات وتشجيع المزيد منها، لأن الشباب هم المستقبل، ومن خلالهم يمكننا صنع المعجزات.