مقالات الرأى

عبد العظيم الباسل يكتب: رفضتها «عين شمس».. فنجحت فى «بون»!

0:00

«للأسف ليس هناك اهتمام كبير بهذه الكفاءات»..هذه الكلمات كانت للدكتور محمد عبداللاه رئيس جامعة الاسكندرية الأسبق والبرلماني الأقدر، تعقيبا على مقالنا المنشور علىهذه المساحة تحت عنوانمجدي يعقوب الجديدالذي انتقدنا فيه عدم رعاية الموهوبين؛بتركهم فريسة للبيروقراطية التي تحطم آمالهم إلا من نفذ الى الخارج ليكمل الحلم هناك.

وبعد المقال تنوعت ردود الأفعال بين قراء عاديين وأساتذة للجامعات وبعض رموز المجتمعالمدني؛ لكنها خلت للأسف من رد أي مسئول عن البحث العلمي او حتى تعقيب منالمتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي التي يفترض انها تضم هذه النوابغ تحتردائها وتمهد لهم طريق النجاح، ولكن يبدو ان ما يحدث هو العكس في ضوء ما تبوح بهقصص الموهوبين بعد جلوسهم على القمة.

حكاية جديدة ترويها بنت مصرية عشقت من صغرها (علوم البيانات) وحلمت ان تفعلشيئا عظيما لبلدها، ورغم انها كانت تسمع الكلمة المحبطة دائما (شكلك نسيت انك بنت)،لكنها رفضت هذا الإحباط ونجحت في تخصصها حتى عينت معيدة بجامعة عين شمس؛وعندما جاءتها منحة من جامعة بون لدراسة الماجستير هناك قررت دينا جرجس (وهذااسمها) أن تطلب إجازة بدون مرتب من عين شمس لانجاز هذه المنحة ضمن ست منح علىمستوى العالم؛ وللاسف رفضت جامعة عين شمس طلبها فقررت أن تسافر على نفقتهاالخاصة وتكلفت أمام ذلك الكثير لكنها أصرت على تحقيق هدفها.

وما إن بدأت دراستها هناك حتى انتبه الجميع لتفوقها، فأخذت الماجستير بامتيازفرشحها أحد أساتذتها للعمل بشركة (باير الألمانية)  لصناعة الدواء، وتواصل مشوارنجاحها حتى اختارتها إدارة الشركة ضمن ستة باحثين في مجال علوم البيانات للفوزبالجائزة العالمية في هذا التخصص؛ كما شاركت بنت مصر في أبحاث كيماوية عديدة عنمرض السرطان من خلال استخدام أحدث تقنيات التعليم الآلي اضافة الى تطويرهالمنتجات الذكاء الاصطناعي؛ الأمر الذي حقق للشركة ملايين اليوروهات من عائد استثمارأبحاثها.

هذه باختصار حكاية دينا جرجس خريجة عين شمس التي رفعت اسم مصر عالياً فيألمانيا؛ رغم رفض الجامعة الاستفادة من أبحاثها فاحتضنتها جامعة بون وجنت من ورائهاالكثير.

بالطبع إن هذه النماذج وغيرها؛ ما زالت ساقطة من حسابات الرعاية  الواجبة فيالمؤسسات الجامعية والهيئات البحثية والمنابر الإعلامية؛ رغم أنها أفضل قدوة للاجيالالقادمة.

ويبقى الشكر لجامعة عين شمس التي رفضت إعطاءها إجازة لدراسة الماجستير والعودة  به إلى مصر؛ فمنحتها فرصة أعظم للتفوق في المانيا حتى أصبحت من علمائها المتميزينرغم أنها بنت مصر.

——-

نقلاً عن صحيفة الوفد

زر الذهاب إلى الأعلى