ارتفعت أسعار «كُسب الصويا» خلال الأسبوع الجارى بقيمة 5 آلاف جنيه للطن، ليسجل 29 ألف جنيه للطن الواحد، بدون تكاليف «نولون» الشحن، مقارنة بـ24 ألف جنيه الأسبوع الماضى، وفقا لاثنين من المتعاملين بقطاع الدواجن وبيض المائدة، متوقعين ارتفاع أسعار الأعلاف إلى مستويات قياسية جديدة بسبب ندرة إفراجات الصويا، وبعض الممارسات الاحتكارية التى أدت إلى احتجاز السلعة.
مشيرين إلى أن الأزمة ستؤثر سلبا على أسعار الدواجن وبيض المائدة خلال الفترة المقبلة، فيما حذر عضو بشعبة القصابين بالغرفة التجارية من ركود شديد فى قطاع اللحوم الحمراء لو ارتفعت الأسعار بسبب شح الأعلاف.
وأرجع أحمد نبيل عبدالله، نائب رئيس شعبة بيض المائدة بالاتحاد العام لمنتجى الدواجن، ارتفاع أسعار كسب الصويا إلى ندرة الإفراجات الجمركية عن الصويا، لأن أكثر من 95% لشحنات الصويا المحتجزة بالموانئ المصرية تتراوح قيمتها بين 700 و750 ألف دولار.
وكان البنك المركزى رفع قيمة الشحنات المستثناة من قرار الاعتمادات المستندية فى نهاية أكتوبر الماضى، إلى 500 ألف دولار بدلا من 5 آلاف دولار، على أن يتم إلغاء نظام الاعتمادات المستندية تدريجيا فى شهر ديسمبر المقبل، والعودة إلى النظام القديم (مستندات التحصيل).
وأوضح نبيل، أن قيمة شحنات الصويا عادة ما تكون مرتفعة بسبب زيادة الأسعار العالمية، لذلك تتجاوز قيمة الشحنة الـ500 ألف دولار، لذلك لم تستفد شحنات الصويا من قرار المركزى الأخير، مضيفا أن الاتحاد العام لمنتجى الدواجن تقدم بطلب للبنك المركزى، برفع قيمة الشحنات المستثناة من قرار الاعتمادات المستندية، إلى 750 ألف دولار بالنسبة للصويا، للقضاء على السوق السوداء.
وأشار إلى أن سعر طبق بيض المائدة سجل 62 جنيها للكرتونة عند باب المزرعة، بانخفاض نحو 8 جنيهات خلال شهر نوفمبر الحالى، رغم استمرار ارتفاع تكلفة الإنتاج، مرجعا ذلك الانخفاض إلى أن هناك قطاعين يضخان البيض بالأسواق فى الفترة الحالية بسبب حالة التخارج الجماعى للمنتجين، موضحا أن قطاع بيض التفريغ المسئول عن إنتاج الكتاكيت أصبح يبيع البيض ولا ينتظر إنتاج الكتكوت بسبب زيادة تكلفة الإنتاج وتعرضه لخسائر فادحة، وهذا ما أدى إلى زيادة المعروض نسبيا.
ويرى نبيل، أن استمرار الأزمة وعدم إنقاذ ما تبقى من الصناعة سيؤدى إلى تراجع فى المعروض بنسبة كبيرة خلال الشهر المقبل، «حاليا لا يوجد منتج يريد دخول دورات جديدة ولا يوجد كتاكيت للدخول فى تلك الدورات من الأساس»، متوقعا ارتفاع الأسعار بشكل كبير نتيجة نقص المعروض بداية العام المقبل، خاصة بيض المائدة الذى يتوقع أن يصل لأعلى مستوياته.
من جانبه قال محمود العنانى، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجى الدواجن، إن الأزمة تكمن فى قلة الإفراجات عن الشحنات المحتجزة بالموانئ، ما أدى إلى خلق سوق سوداء تصل فيه طن الصويا إلى «أرقام غير معقولة».
وأضاف العنانى، أنه رغم ارتفاع التكلفة بنسبة كبيرة إلا أن أسعار الدواجن تراجعت إلى 33 و34 جنيها للكيلو الواحد عند باب المزرعة، مقارنة بـ39 جنيها فى وقت لاحق من الشهر الجارى، مرجعا ذلك إلى تحكم السماسرة فى الأسعار لبيع أكبر كمية من الدواجن، والحصول على نسبة «عمولة» كبيرة، بالإضافة إلى ضعف القوة الشرائية خلال الفترة الماضية نتيجة ارتفاع سعر الدواجن إلى 45 و47 جنيها للكيلو بالأسواق المحلية خلال الشهر الجارى.
ويرى العنانى، أن انخفاض سعر الكتكوت إلى 3 جنيهات يشير إلى عدم إقبال المنتجين على الدخول فى دورات جديدة، وهذا ما سيؤدى إلى تراجع المعروض وارتفاع الأسعار بنسبة كبيرة خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أنه لا يوجد حل لتلك المشكلة سوى تدبير الإفراجات للشحنات المحتجزة بالموانئ بشكل منتظم يحافظ على استقرار السوق ويقضى على السوق السوداء.
وبالنسبة للحوم الحمراء، قال هيثم عبدالباسط، نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إن ارتفاع تكلفة الأعلاف ستؤثر على أسعار اللحوم، مضيفا أنه لم يظهر أى تأثير جديد حتى الآن.
وأوضح عبدالباسط، أن اللحوم مستقرة فى المجازر الحكومية منذ آخر زيادة لها لتصل إلى 130 جنيها لكيلو الكندوز، وتصل إلى المستهلك بسعر يتراوح بين 180 و200 جنيه، مشيرا إلى أنه رغم استقرار الأسعار إلا أن القوة الشرائية منخفضة وهو ما عرض القطاع لركود شديد، لافتا إلى أن أى زيادة جديدة سترفع من نسبة الركود.