لأول مرة اجد صعوبة فى كتابة مقالى الأسبوعى وذلك بسبب كثرة الموضوعات التى فىحاجه للكتابة عنها ولأننى قررت الكتابة اليوم وبدون “سقف” عن الموضوعات التى يعانىمنها الناس ويتحدثون عنها “علناً” وليس “همساً” داخل الغرف المغلقة كما كان يحدث منقبل ، وهنا تكمن الحيرة الحقيقية فمن أين أبدأ الكتابة .. هل اكتب عن الاسعار التىاصبحت “نار” بكل ما تحمله الكلمة من معنى وتشوى الجميع لدرجة أنها لم تعد محتملةلا من الغنى ولا من الفقير .. أم أكتب عن هذا الارتفاع الجنونى فى فواتير الغاز والكهرباءوحتى فاتورة المياه التى لم نكن نسمع عنها من قبل تحولت هى أيضاً الى شوكة فى ظهرالجميع وكأن شركات المياه استيقظت فجأة واكتشفت أن المياه “غالية” فكيف تتركهاللمواطنين “بتراب الفلوس” .. أم أكتب عن هذا التوحش والجبروت الذى صارت عليه“بعض المصالح الخدمية” فى تعاملها مع المواطن الذى يلقى به حظه العاثر فى مكاتبهالإستخراج أية اوراق رسمية فالورقة التى كانت من قبل بجنيهات لا تتجاوز اصابع اليدالواحدة عليك أن تضرب الأن هذا الرقم فى عشرة أضعاف وكأنه “موت وخراب ديار” فهذهالورقة لو لم تكن مطلوبة للخروج من مصيبة او ازمة قانونية فلن يفكر احد فىاستخراجها أصلاً ، مما جعل الوضع فى بعض الجهات الحكومية لم يعد محتملاً لدرجةأن البعض يخشى أن يتنفس وهو يتعامل مع تلك الجهات الرسمية حتى لا تتم مطالبتهبدفع الهواء الذى تنفسه باعتباره “هواء رسمى” وعليه بكل تأكيد ضرببة يجب سدادهافوراً حتى لا يدخل فى “سين وجيم“ .. وعلى ذكر كلمة “ضريبة” هل أكتب عن تلكالضرائب الغريبة التى يجد المواطن نفسه مجبراً على دفعها حتى لو كان يشترى شيئاً منالسوبر ماركت خاصة بعد ظهور نوعية من الضرائب عجيبة الشكل مثل“القيمة المضافة” وما شابه ذلك ..
أم أكتب عن فوضى المرور التى تتجسد فى أسوأ صورها من خلال التعامل مع تلك النوعيةمن أمناء الشرطة الذين يقومون “جهاراً نهاراً” بتحصيل غرامات ومخالفات ما أنزل الله بهامن سلطان “وكله بالقانون” على الرغم من أن الغالبية العظمى من هذه الغرامات لا تدخلخزانة الوزارة فى كثير من الاحيان بل تدخل فى جيوب تلك النوعية الفاسدة من الذينيسيئون لجهاز الشرطة بالكامل .. صحيح أن كل مهنة فيها “الصالح و الطالح” ولكن لايصح أن يكون جهاز وطنى شريف مثل الداخليه به تلك القلة من أمناء الشرطة الذينيتعاملون مع الشارع وكأنه ميراث شرعى حصلوا عليه وبالتالى من حقهم أن يفعلون فيهما يشاءون .
أم أكتب عن رغيف العيش .. الذى ارتفع فجأة ليصبح سعره “جنيه وربع” فى أعقاب الحرب“الروسية – الأوكرانية” .
لا اخفى عليكم وجدت نفسى تائهاً وسط كل هذا الكم الهائل من الموضوعات المهة التىتشغل الناس وتحتاج لمن يتناولها بكل صدق وبدون “تجميل ” الصورة خاصة أن رئيسالجمهورية نفسه يتناولها دائماً وبكل صدق وشفافية بل ويفاجئنا باستمرار بأن لديهتفاصيل التفاصيل ويتناولها على الهواء مباشرة فلم يعد لدينا ما يمكن أن نخفيه عنالمواطنين.