مقال كلام مفيد

موت وخراب ديار

بقلم :أشرف مفيد

لأول مرة اجد صعوبة فى كتابة مقالى الأسبوعى وذلك بسبب كثرة الموضوعات التى فىحاجه للكتابة عنها ولأننى قررت الكتابة اليوم وبدونسقفعن الموضوعات التى يعانىمنها الناس ويتحدثون عنهاعلناًوليسهمساًداخل الغرف المغلقة كما كان يحدث منقبل ، وهنا تكمن الحيرة الحقيقية فمن أين أبدأ الكتابة .. هل اكتب عن الاسعار التىاصبحتناربكل ما تحمله الكلمة من معنى وتشوى الجميع لدرجة أنها لم تعد محتملةلا من الغنى ولا من الفقير ..  أم أكتب عن هذا الارتفاع الجنونى فى فواتير الغاز والكهرباءوحتى فاتورة المياه التى لم نكن نسمع عنها من قبل تحولت  هى أيضاً الى شوكة فى ظهرالجميع وكأن شركات المياه استيقظت فجأة واكتشفت أن المياهغاليةفكيف تتركهاللمواطنينبتراب الفلوس” .. أم أكتب عن هذا التوحش والجبروت الذى صارت عليهبعض المصالح الخدميةفى تعاملها مع المواطن الذى يلقى به حظه العاثر فى مكاتبهالإستخراج أية اوراق رسمية فالورقة التى كانت من قبل بجنيهات لا تتجاوز اصابع اليدالواحدة عليك أن تضرب الأن هذا الرقم فى عشرة أضعاف وكأنهموت وخراب ديارفهذهالورقة لو لم تكن مطلوبة للخروج من مصيبة او ازمة قانونية فلن يفكر احد فىاستخراجها أصلاً ، مما جعل الوضع فى بعض الجهات الحكومية لم يعد محتملاً  لدرجةأن البعض يخشى أن يتنفس وهو يتعامل مع تلك الجهات الرسمية حتى لا تتم مطالبتهبدفع الهواء الذى تنفسه باعتبارههواء رسمىوعليه بكل تأكيد ضرببة يجب سدادهافوراً حتى لا يدخل فىسين وجيم  .. وعلى ذكر كلمةضريبةهل أكتب عن تلكالضرائب الغريبة التى يجد المواطن نفسه مجبراً على دفعها حتى لو كان يشترى شيئاً منالسوبر ماركت خاصة بعد ظهور نوعية من الضرائب عجيبة الشكل مثلالقيمة المضافةوما شابه ذلك ..

أم أكتب عن فوضى المرور التى تتجسد فى أسوأ صورها من خلال التعامل مع تلك النوعيةمن أمناء الشرطة الذين يقومونجهاراً نهاراًبتحصيل غرامات ومخالفات ما أنزل الله بهامن سلطانوكله بالقانونعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من هذه الغرامات لا تدخلخزانة الوزارة فى كثير من الاحيان بل تدخل فى  جيوب تلك النوعية الفاسدة من الذينيسيئون لجهاز الشرطة بالكامل .. صحيح أن كل مهنة فيهاالصالح و الطالحولكن لايصح أن يكون جهاز وطنى شريف مثل الداخليه به تلك القلة من أمناء الشرطة الذينيتعاملون مع الشارع وكأنه ميراث شرعى حصلوا عليه وبالتالى من حقهم أن يفعلون فيهما يشاءون  .

أم أكتب عن رغيف العيش .. الذى ارتفع فجأة ليصبح سعرهجنيه وربعفى أعقاب الحربالروسيةالأوكرانية” .

لا اخفى عليكم وجدت نفسى تائهاً وسط كل هذا الكم الهائل من الموضوعات المهة التىتشغل الناس وتحتاج لمن يتناولها بكل صدق وبدونتجميلالصورة  خاصة أن رئيسالجمهورية نفسه يتناولها دائماً وبكل صدق وشفافية بل ويفاجئنا باستمرار بأن لديهتفاصيل التفاصيل ويتناولها على الهواء مباشرة فلم يعد لدينا ما يمكن أن نخفيه عنالمواطنين.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى