مقالات الرأى

عبدالمعطى احمد يكتب : الجوهرى جنرال الكرة المصرية!

0:00

عبدالمعطى احمد يكتب : الجوهرى جنرال الكرة المصرية!
محمود الجوهرى جنرال الكرة المصرىة الحقيقى الذى توفى يوم 3 سبتمبر 2012 تاركا لنا رصيدا من خبرات لم نكن نعرف منها شيئا، ومسيرة انتصارات لاتنسى، واسلوب ادارة لم نتعلم منه!. النماذج الناجحة المتفردة التى حققت انجازات لوطنها يرحلون عن الدنيا بأجسادهم، ويبقون فى ” الدنيا” بأعمالهم!. هذا مانراه فى العالم المتقدم حولنا، حرص بالغ على بقاء سيرة عظمائهم !. متاحف لهم فيها كل ما يخطر على بال عنهم!. حرص شديد على إبقائهم فى دائرة الضوء . قدوة ومثال للاجيال الصغىرة !.اعمالهم وفقا لتخصصاتهم تدرس للاستفادة منها!. يفعلون هذا وحريصون عليه، لان هذه القامات ..مكان ومكانة جزء من تاريخهم الذى يباهون بهم الامم!.
عندنا ..شئ من هذا لا يحدث من زمان .. والمسالة باتت صعبة الان،لان اهدار الرموز،اتضح انه احد اهم اسلحة الاجيال الجديدة من الحروب !.معركة حياة او موت،لاجل الا يبقى لمصر رمز!. اليوم والغد وكل غد يجب ان تكون مهمتنا، أنا وانت وهو وهى،الحفاظ على رموزنا فى كل المجالات لانهم عزوتنا التى نفخر بها، وهديتنا لاولادنا وبناتنا،ليثقوا ان من بينهم من سيكون مثلهم!. الكابتن محمود الجوهرى رحمة الله عليه،واحد من قامات كرة القدم المصرية،التى سجل تاريخها،ما قبل الجوهرى وما بعد الجوهرى !.كيف؟ اغلبنا يعرف تاريخ الجوهرى،لاعبا فى الاهلى ومنتخب مصر، وضابطا فى القوات المسلحة نال شرف المشاركة فى حرب اكتوبر،والقليل منا الذى عرف الرجل عن قرب، وعرف سماته الشخصية الصارمة فى الانضباط والنظام والالتزام وليس هذا مستغربا على ابناء القوات المسلحة،وان كان ذلك جدىدا على الكرة المصرىة !. هذه المعادلة الصعبة نجح الكابتن الجوهرى بامتياز فى حلها، اب و اخ وصديق للكل، ومنتهى الحزم والحسم والعدل مع الكل ! يؤرخ فى الكرة المصرية واغلبنا لا يعرف،ماقبل 1988 وما بعدها والفضل لله ثم الكابتن الجوهرى!. الرجل تولى تدريب منتخب مصر عام 1988ووقتها لم يكن منتخب مصر قد سمع “حاجة” اى “حاجة” عن المعسكرات واعداد المنتخب،او مباريات الاحتكاك الدولية!.
منتخب مصر،جرى العرف ان يتم تجميعه قبل اى مباراة رسمية باسبوع او عشرة ايام،ويدخل فى معسكر بمبنى اتحاد الكرة ينام فيه لاعبو المنتخب،والتدريب فى ملعب مجاور ملاصق لمركز شباب الجزىرة، والاحتكاك فى مباراة بين الاحمر والاخضر او الاحمر والاصفر حسب تساهيل الفانلات التى عند الاتحاد، والفريقان هما لاعبو المنتخب،ودمتم!.
تولى الكابتن الجوهرى المهمة، التى كان مستعدا بجد لها خطة واضحة قابلة للتنفيذ،فيها كل التفاصيل الفنية والادارية !. الاسس التى على اساسها يتم اختيار لاعبى المنتخب،لا مجاملة ولا مهادنة ولا اهلى وزمالك، المعايير التى وضعها والشروط التى حددها،معروفة للجمىع !.موافقة الكابتن الجوهرى على مهمة تدريب المنتخب،ارتبط بموافقة اتحاد الكرة على خطة عمل وكل متطلباته لاجل ان يكون لمصر،منتخب كرة بجد!.المنتخب يتم اعداده للتصفيات الافريقية المؤهلة لكاس العالم، ومصر من نصف قرن وبضع سنوات بعيدة عن المونديال،والاعداد والاستعداد على مدى سنين طويلة “تقسيمة”بين لاعبى المنتخب وخلاص!.
وبدا المشوار،وبدا منتخب مصر يتعرف على امور لم يكن يعرفها اولها واهمها النظام والالتزام وبمعنى ادق الانضباط .كل كلمة قالها الرجل لاعبىة نفذها .وكل وعد بتوفير كل ما يليق بمنتخب مصر،تحقق!. معسكرات المنتخب فى الداخل والخارج البعض انتقد توقف الدورى كثىرا لاجل هذه المعسكرات، لكن الكابتن الجوهرى كانت نظرته ابعد، لان لاعبىه فى حجة للتجانس الذى لم يكن موجودا .والمعسكرات تحقق له ذلك!. فى حاجة للتعود على النظام الذى وضعه ومصمم على تنفيذه !.فى حاجة لان يتعود اللاعب على اسلوب لم يره من قبل . فى الاكل والنوم والمعاملة مع الزملاء والالتزام بالتعليمات !.فى حاجة لوقت لىتعاىش المنتخب مه “وصايا” الكابتن الجوهرى .افعل ولا تفعل!. المعسكرات ومباريات الاحتكاك الدولية .مع باقى متطلبات الكابتن الجوهرى،نفذها اتحاد الكرة، لذلك ما كان مستحيلا تحقق!.
تحقق، لان على الأرض لأول مرة،ادارة بجد،لها رؤية بجد،وتعمل بجد، وبذلت جهدا بجد،والنيات من كل الاطراف طيبة بجد، وعندما تحدث هذه الامور،النجاح مضمون بجد!. وصلنا كاس العالم عام 1990 بعد غياب 56سنة والوصول الى كاس العالم وقتها،وكان بالفعل انجازا توج منظومة فكر وتخطيط وتنفيذ وتوفيق الفضل فيها لله سبحانه وتعالى،والكابتن الجوهرى !
الادارة علم وفن وخبرة وقبلهم وبعدهم،الموهبة! الموهبة بوصلة القائد فى الحزم والحسم واىضا فى الحلم والتسامح !.الادارة،ابحث عنها،تجدها وراء كل نجاح وخلف كل فشل !.الكابتن الجوهرى، قدم لنا نموذجا فى الادارة، نقل به الكرة المصرىة من حال الى حال ! وبمناسبة الفوضى التى حدثت فى معسكر المنتخب فى احد المونديال هذه حكاية وقعت، وقت كان المنتخب فى اخر معسكراته قبل مونديال 1990 واظنه كان فى لندن، وقتها شخصية مصرية معروفة ومشهورة، كانت بالمصادفة هناك، ومن باب المجاملة والؤازرة، زار معسكر المنتخب،وعلم الكابتن الجوهرى بوجوده،ذهب اليه،ورحب به ووجه له الشكر وابلغه بانه سيبلغ اللاعبين بحضوره وسؤاله واطمئنانه عليهم !. الشخصية الكبيرة فهمت الرسالة وقدرت مسئولية الادارة .وغادرت!.رحمة الله عليك يا كابتن جوهرى.

زر الذهاب إلى الأعلى