الواء مروان مصطفى يكتب..خفايا وخبايا صفقة القرن المصرية

انتشرت مؤخراً تصريحات غامضة حول التعاون المصري الصيني في كل المجالات وخصوصاً في المجال العسكرية .. وهو ما سبب قلقاً كبيراً لدي الحكومة الاسرائيلية ، وتحدث عنه الإعلام الامريكي والاسرائيلي .. وتقدمت اسرائيل بشكوي بخصوصه لمجلس الأمن .. وللكونجرس الامريكي وطلبت تدخل الرئيس ترامب شخصياً.
وعن النمو المتزايد في العلاقات الاقتصاديه والتجارية بين مصر والصين قام كاتب متخصص يدعي جوناثان فوتن بنشر مقالة مطولة في جريدة اتلانتيك تحدث فيها باستفاضة عن العصر الذهبي للعلاقات المصرية الصينية خلال السنوات العشر الماضية .. وأشار الي قيام الرئيس السيسي بزيارة الصين ٨ مرات خلال تلك الفترة .. بينما زارها الرئيس مبارك ٦ مرات خلال طوال فترة حكمه .. كما أشار الي تواجد حوالي ١٦٠ مصنعاً صينياً في مصر حققوا أرباحاً استثمارية بحوالي ١٦ مليار دولار.
اما عن خفايا التعاون العسكري بين البلدين فقد نشر تقريراً أعده موقع الكتروني Tactical Reportوهو موقع معلوماتي معروف لنشر المعلومات العسكرية والاستراتيجية ، ويقوم ببيع تقاريره ومعلوماته بمبالغ كبيرة للدول المختلفة ، ويتمتع بالثقة والمصداقية العالية لعلاقاته الوثيقه مع مصادر رفيعة المستوى وقريبة من مواقع السلطة في كثير من الدول الكبري والتي تتيح له الحصول علي مثل تلك المعلومات السرية والدقيقة .
وقد تعرض التقرير الذي تناوله موقع SUMMARYالالكتروني لبعض كواليس وخفايا الصفقة الاخطر لشراء طائرات ( J-20 ) والتي تعتبر من احدث واقوي مقاتلات الجيل الخامس في العالم ، وتتمتع بميزة التخفي عن اجهزة الردارات واجهزة الدفاع الجوى الارضية ، وهي تضارع طائرات F-35الامريكية ،ولها القدرة عي اصابة الاهداف واطلاق الصواريخ علي ابعاد حوالي ٢٥٠ كم خارج مجال الرؤية .
ونظراً لحساسية المعلومات ( يجب التأكيد علي قيامي بنقل تلك المعلومات التي سبق وان نشرت وتم تداولها بوسائل الإعلام الأجنبية والمواقع الالكترونية المختلفة ، وعلي عهدة من اعلنوها ونشروها دون اي مسئولية تترتب علي نقلها) .
يقول التقرير ان مصر لم تكتف بالحصول علي طائرات ( J-10) من الصين ولكنها دخلت في مفاوضات طويلة وشاقة لشراء النسخة الاحدث والاقوي التي لها القدرة علي مجابهة الطائرات الشبحية F35 (التي منعت امريكا مصر من شراؤها ) وتمكنت الصين من انتاجها بعدما تمكنت من تجميع التكنولوجيا والانظمة المتقدمة للخصائص والمميزات الموجودة في طائرات الفانتوم والسوخوي والرافال فيها .. وهو ما جعلها ترفض بيعها لاي دولة أخري.
لقد توقفت المفاوضات بشأن تلك الصفقة الخطيرة بسبب اصرار المصريين علي ان تشمل الصفقة تدريب كوادر فنية مصرية علي كافة اعمال الصيانة والاصلاح حتي تتم في القاهرة دون الاعتماد على اي كوادر صينية للمعالجة … وهو ما كانت الصين ترفضه تماماً لعدم رغبتها في نقل او اعطاء التكنولوجيا الخاصة بها لأي بلد خارجية ولكنها استمرت ونجحت مؤخراً بعد موافقة الجانب الصيني.. وطلبت مصر شراء ١٥ طائرة.. بعد ان قامت الكوادر الفنية المصرية بالتغلب علي عقبة توافق واندماج تكنولوجيا الطائرة الصينية مع نظام التحكم والسيطرة العسكري الامريكي الذي تعتمد عليه مصر(وهي عقبة سبق ان أوقفت صفقة الميج ٢٩).
ويقولون ان الاستخبارات الأمريكية قد علمت بالأمر .. وان امريكا قد ارسلت تحذيراً لمصرمن العواقب السلبية لتلك الصفقة في اطار ما يسمي بقانون كاتسا ( وهو القانون الذي سبق وان تسبب في التراجع عن اتمام صفقة السوخوي ٣٥ الروسية لمصر في عهد ترامب الاول ) .. ولكن المصريين لم يهتموا بذلك التحذير ولم يتراجعوا هذه المرة بسبب التوتر المتصاعد علي حدودها مع اسرائيل…كما طلب البنتاجون الأمريكي مصر باعلان تفاصيل تعاونها العسكري مع كوريا الشمالية .. ولكن رفضت مصر الاستجابة نظراً للتباطؤ المبالغ فيه في اتمام صفقة طائرات أمريكية ، وقيامها بممارسة ضغوطات علي دول اوروبية لعدم بيع مقاتلات من الجيل الخامس لمصر .
وتحدثت مقالة نشرت في صحيفة (اتلانتيك كاونسل ) عن الاصرار المصري للحصول علي تلك الطائرة لحماية آبار الغاز في المتوسط ، ولامكانية ضرب سد النهضة بعدما قدمت اسرائيل منصات دفاع جوي متقدمة لاثيوبيا .
وأثارتصريح اللواء سمير فرج وتأكيده علي امتلاك مصر لنظام HQ9B للدفاع الجوى الصيني قلقاً ومخاوفاً بالغة لدي الاعلام الاسرائيلي لانه
يضارع نظام S 400الروسي وخصوصاً بعد رصد وصول اضخم الطائرات العملاقة للشحن ، وطائرات الانذار المبكر التي تصل للمرة الأولى لمصر للاشتراك في المناورة العسكرية المشتركة ( نسور الحضارات )التي تقام علي الأراضي المصرية ويشارك فيها الجيش الصينى بضخامة .
ويري المحللون الدوليون ان هناك تطورات سريعه ومؤشرات هامة لاستعدادات ضخمة لصدام عسكري بين مصر واسرائيل يراه بعضهم انه قريب .. ويراه اغلبهم انه مازال بعيداً.
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب