
قال الخبير القانوني الدكتور عصام الطباخ: ليست كل الجرائم تُرتكب في وضح النهار، فبعضها يتسلل تحت غطاء “مُسكن”، “عشبة”، أو حتى “فيتامين” إنها جرائم المخدرات المستحدثة، الوجه الجديد للموت البطيء.
وأضاف الطباخ: لم تعد حبوب الهلوسة تطرق الأبواب، بل صارت تُعرض على الهواتف، وتُسلّم في علب أنيقة. أسماء غريبة، ورموز مستعارة، من “الفلاكا” إلى “الاستروكس” و”الشابو” وحتى “مخدر الزومبي”.. كلها تسكن الجيوب وتُهاجم العقول، هذه المواد، ليست فقط خطرًا على الصحة، بل قنابل قانونية موقوتة، فحيازتها، حتى بدون الاتجار بها، قد تُدخل صاحبها في نفق من التحقيقات والسجون.
وتابع الطباخ: تعامل المشرّع المصري بحسمٍ شديد، فعدّل جداول المخدرات لتشمل المواد المستحدثة، وجرّمها بنصوص صريحة، لتصبح العقوبة: السجن المشدد، والغرامة التي قد تصل إلى نصف مليون جنيه، بحسب الكمية والغرض من الحيازة فالمخدر المستحدث، لا يطلب الإذن للدخول، بل يتسلل من فراغ الوعي، وضياع الرقابة، وجشع تجار الموت، والمتعاطي ليس دائمًا مجرمًا، بل أحيانًا ضحية لإعلان أو صديق أو فضول قاتل.
واختتم الطباخ: السم تغيّر شكله، لكن القانون لم يغيّر موقفه فمن يعبث بعقله، يخسر نفسه، ومن يعبث بالمجتمع، يُحاكمه الوطن.