
استيقظت محافظة أسيوط، صباح اليوم الأربعاء، على حادث مأساوي جديد، راح ضحيته عامل وأصيب 21 آخرون، في انقلاب سيارة ربع نقل كانت تقل عددًا كبيرًا من العمال عند مدخل محور ديروط الشرقي.
الحادث أعاد للأذهان حوادث الطرق المتكررة التي يتعرض لها عمال اليومية أثناء توجههم إلى مواقع العمل.
كانت البداية عندما تلقت غرفة عمليات النجدة إخطارًا بوقوع الحادث، وعلى الفور وجه اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، بسرعة انتقال قوات الشرطة والدفاع المدني إلى موقع البلاغ، مع الدفع بعدد من سيارات الإسعاف لنقل الضحايا إلى المستشفيات القريبة.
بمجرد وصول قوات الأمن والحماية المدنية، تم تأمين محيط الحادث لمنع تكدس المواطنين ووقوع حوادث إضافية، فيما باشرت فرق الإسعاف جهودها في نقل المصابين إلى مستشفيي ديروط المركزي وأسيوط الجامعي لتلقي الإسعافات والعلاج اللازم، بينما تم نقل جثمان المتوفى إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
وأظهرت التحريات الأولية أن السيارة كانت تقل عددًا كبيرًا من العمال بشكل يفوق قدرتها الاستيعابية، وأن الحادث وقع بشكل مفاجئ أثناء سيرها على الطريق، ما أسفر عن هذا العدد الكبير من الإصابات والوفيات. الحادث كشف مجددًا عن معاناة العمال اليومية في التنقل وسط غياب وسائل نقل آمنة.
شهود عيان أكدوا أن الطريق شهد في الفترة الأخيرة عدة حوادث مماثلة، مشيرين إلى أن السرعة الزائدة والحمولات الزائدة للسيارات باتت سببًا رئيسيًا في هذه الكوارث المتكررة. الأهالي طالبوا بضرورة تدخل الجهات المعنية لوضع حد لهذه المآسي اليومية.
وعلى الفور، بدأت فرق البحث الجنائي في مديرية أمن أسيوط معاينة موقع الحادث للوقوف على أسبابه وظروفه، كما تم الاستماع إلى شهادات عدد من المصابين الذين استطاعوا الإدلاء بأقوالهم حول تفاصيل الحادث.
النيابة العامة بدورها أصدرت قرارًا بفتح تحقيق عاجل للوقوف على ملابسات الواقعة وتحديد المسؤوليات، مع استدعاء سائق السيارة لسماع أقواله بمجرد تحسن حالته الصحية، إضافة إلى فحص حالة السيارة وظروف سيرها وقت الحادث.
الحادث أثار حالة من الحزن بين أهالي المنطقة، الذين أعربوا عن تخوفهم من تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا، وطالبوا بسرعة اتخاذ إجراءات صارمة لضمان سلامة العمال على الطرق، وتوفير وسائل نقل آدمية تقلل من المخاطر اليومية التي يواجهونها.