صفوت عباس يكتب: ( “قطايف” لطمه بوجه محتوي ردئ )!

.. مع الانتشار الرهيب لميديا الهاتف وتاثيرها باي حال علي الناس واكتفاء الاغلب بها كوسيط اتصالي اهملوا معه متابعه او مجرد مشاهده عابره للقنوات التليفزيونيه عبر الاجهزه المنزليه _ إلا أن_ في موسم كشهر رمضان وكنوع من التعود يتابع كثير من الناس لمتابعه اجهزه التليفزيون.
.. في غمره شكوي الناس عموما من ان المحتوي الاعلامي اصبح سيئا ودون المستوي ويقدم مضمونا بين الاسفاف والتافه والابتذال ويتابعونه رغما عنهم وقد غلب علي تصرف القنوات التي تبث تلك البرامج تصرف الاعلام التجاري بحثا عن الاعلانات او بغرض تحقيق نسب مشاهده عاليه فقط للتباهي بانهم يملكون زمام الفضاء الاعلامي او ربما تقدم محتوي سيئ بقصد وتوجه ما لديها.
.. خلال هذا الخضم قدم الممثل المصري سامح حسين برنامج “قطايف” بثه عبر قنوات ميديا الهاتف (يوتيوب و فيسبوك) ومن خلاله قدم مضمونا يتراوح بين ديني واجتماعي وسلوكي وارشادي وباسلوب متواضع بسيط يغلب عليه الحكي وفيه بدل سامح ثوب ادائه الكوميدي لينتقل الي اداء جاد سلس يتناسب مع محتوي برنامجه وقد اجاد في هذا الي حد فائق.
.. حقق برنامج ” قطايف” معدلات مشاهده ربما فاقت توقعات واحلام صانعه وحاز علي استحسان كبير من مشاهديه مما صنع دعايه للبرنامج اوصلته لمنصه التكريم من قبل وزاره الاوقاف والهيئه الوطنيه للاعلام وحاز علي اشاده السيد الرئيس باعتباره برنامج بمحتوي (هادف) مع تنويه ان المحتوي الذي يعرضه التليفزيون عموما (دون المستوي).
.. دلاله حاله الاحتفاء والثناء علي برنامج قطايف مع تحقيقه لنسب انتشار ومشاهده فائفه شاهده _ ان الجمهور يبحث عن ماينفعه بدليل تحوله اليه وثناؤه عليه بمجرد ان وجده وذلك في اطار فطري يبحث فيه الانسان عما يحتاج اليه من تعليم ونصح وتوجيه وثقافه، كما ان ممارسه الاتصال تاتي للبحث عن اليقين وازاله اللبس الناتج عن عدم المعرفه لذا يبحث الجمهور عمن يقدم له هذا ولا مانع من تسليه او تمضيه وقت واثبت البرنامج انه ممكن ان يقدم ذلك في بضع دقائق دسمه وشيقه ومفيده ، وان الجمهور ان تعاطي المحتوي السيئ للمنتج الاعلامي فهو مجبر لا باختياره ورهن حاله انعدام البديل وان الجمهور لا يُكِن حبا ولا تقديرا لهذا المحتوي ويلفظه كليا حال توفر المحتوي الجيد…… لكن…… حتي وان كان المتلقي قسريا لمحتوي سيئ فإن تراكمات الماده الاعلاميه يترك اثرا بوعي وسلوك المتلقي خاصه اذا ما كان غير مؤهلا وقادرا علي فرز الغث من الثمين او غير مهتما بالانتقاء وهذا مكمن خطر الحاله الآنيه للاعلام، ولعل هذا ما لفت نظر اعلي جهه رسميه ونوهت عليه لتستفيق باقي الجهات المسئوله عن الاعلام انهم كانوا في اطار الردئ وعليهم ان يقلعوا عنه وكأن هذا كان محتاجا لاشاره كي يستفيقوا ويسعوا الي التصحيح _ان صدقوا.
.. اخلاقيات الاعلام توصي بان الرساله الاعلاميه يجب ان تقدم للجمهور ( مايفيده في صوره مايحبه) وليس ( مايحبه في صوره مايحبه) بمعني ان الهدف الراقي للرساله يجب ان يكون حاضرا وان يقدم بشكل محبب للجمهور او بواسطه شخص محبب وهو ماتحقق مع الفنان سامح حسين كوجه مألوف مقبول، وخلاصه الامر ان الاعلام التافه الذي يستخف بعقل المتلقي ويسطحه اصبح امرا ممجوجا مكروها من المتلقي البائس، وان الاعلام بمحتوي راق هو المعلم والموجه ومناره حقيقيه وصانع وعي بناء وحائط صد في اوقات يتم فيه الغزو من الرؤوس اولا.