راندا الهادي تكتب : أيها الصداع .. تبا لك

زائر ثقيل الظل .. يأتي بدون انذار ولا مقدمات ولا تمهيد ، بارع في إفشال أي تخطيط لأنه يصيبك بالشلل حتى يرحل ، ماهر في تغيير المود بلحظات ، ونرجسي ، يؤلمك حتى لا تفكر إلا في كيفية التخلص منه .
عذرا فأنا أعاني من هذا الزائر السخيف بشكل شبه دائم ، لدرجة أنني قررت الكتابة عنه ، ألم أقل لكم إنه نرجسي ؟ ، وللأسف أنا لست من النوع الذي يبحث عن مسبباته لعلاجها كما ينصح الأطباء ، فورا ألجأ للمسكنات لإسكات ألمه اللحوح الذي يفقدني التركيز طوال زيارته لي ، ولكم أن تتخيلوا أن معاناتي وصلت مع الصداع للحد الذي جعلني أحمل دوما في حقيبتي شريطا أو اثنين من المسكنات ، احترازا لأي زيارة مفاجأة ، فضلا عن مساعدة كل من يصيبه الصداع من زملائي ، والذي اعتقد أنه العرض المرضي الأكثر شيوعا في مجال الإعلام ، لعله من أمراض المهنة بل ، اعتقد أنه من أمراض الحياة على كوكب الأرض .
ومن منطلق البيت الشعري العبقري :
(خذ بعلمي ولا تركن إلى عملي ).. سأخبركم بعض المعلومات عن الصداع لعلكم تنجحون في التعامل معه – على عكسي- الصداع هو الألم الأكثر شيوعًا في العالم و هو ألم في الرأس أو الفروة أو الرقبة ، وللأسف السبب الرئيسي لكل أنواع الصداع غير معلوم حتى الآن ، ولكن قد يتحسن معظم الأشخاص لو غيروا من أسلوب حياتهم وتدربوا على الاسترخاء أو بتناولهم أدوية – زي حالاتي – .
وحسب ما ذكره موقع clevelandclinic ( كليفلاند كلينك ) يمكن أن يؤثر الصداع بشكل كبير على الحياة والعمل ، لدرجة إدخالك في دوامة من القلق والاكتئاب الشديد ، كما تشير الدراسات العلمية إلى انتشار الصداع في العائلات ، خاصة الصداع النصفي ، أي أن للوراثة دور مهم في الإصابة به ، حيث أكدت نتائج الدراسات أنه عادةً ما يكون لدى الأطفال المصابين بالصداع النصفي أحد الوالدين على الأقل يعاني من الصداع النصفي ،أي إرث هذا !!
إذن أين العلاج أيها العلماء ؟!! الإجابة جاءت ( لا علاج ) وإنما مسكنات للألم الناجم حتى يرحل الزائر الثقيل ، وحتى لا تخرجوا معي صفرا اليدين من هذا المقال ، ويتحول إلى أداة لتقليب المواجع علينا جميعا ، سأخبركم بروشتة اجتمع عليها الأطباء من كل أرجاء العالم للوقاية من الصداع ، إذا أردت تجنب الصداع فعليك بالتالي :
-النوم الكافي
-الأكل المفيد
-ممارسة الرياضة بانتظام.
– فرد الرقبة والجزء العلوي من الجسم ، لاسيما لو كان العمل يتطلب الجلوس طويلا.
-ترك التدخين ، وتجنب الجلوس مع مدخنين.
-تعلم كيفية الاسترخاء والتنفس بعمق.
-التقليل من الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة.
– الابتعاد عن الضوضاء .
– تجنب التلوث والروائح النفاذة خاصة لأصحاب حساسية الجيوب الأنفية .
عارفة هتقولوا ايه ، أنا نفسي قلت كده للدكتور لمًا قال لي الشروط دي : نشوف لنا كوكب تاني نعيش عليه !! ، وحتى إيجاد هذا الكوكب الهاديء الرايق الجميل ، لا تنسوا شريط المسكنات واجعلوه صدقة جارية على أصدقاء الصداع من أمثالي ، عافانا وعافاكم الله .