مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب: ( رمضان.. بين سَكِينه العباده وصخب الاحتفال )

0:00

اظَلنا شهر رمضان المبارك ومن يومين اطلق الصائمون نيتهم لاداء الركن الرابع من أركان الإسلام (الصوم) واقترنت عبارات النيه مع دعواتهم لله ان يعينهم علي صيامه وقيامه وقبوله وان يجزيهم الله ثوابه، فاللهم انه لك فتقبله واعن عليه.
وقبل ذلك بوقت طويل اطلقوا ايضا نواياهم للاحتفاء بشهر الصيام الكريم عبر تبشير بقربه وحشد طاقاتهم النفسيه والماديه لاداء فروض الله فيه وفروض عاداتهم فيه.

غايه الصيام التي فرضه الله لها هي ماورد في النص الشريف (لعلكم تتقون)، ولعل من اكبر التقوي هو الامتثال لأمر الله بالامتناع عن حاجات الجسد ورغبات النفس التي تتجسد في الصبر علي مشقه ذلك الامتناع.

الصوم مدرسه في عباده غايتها تعليم الصبر وترقيه الروح وتهذيب النفس وإنشاء مراكز الاحساس بنعم الله ومعرفه قدر وجودها واحساس واستشعار قيمتها بالحرمان منها واكبر فلسفته تجربه الكف عن الموجود والمتاح مع اعتياده وضروريته قربانا لوجه الله تعالي الذي اوجد واتاح وذلك ربما يكون متضمنا لوجه من اوجه الشكر لمن اعطي وانعم سبحانه.

.. رمضان العباده الان الكل يؤديه لكنه اختلط كثيرا بمظاهر احتفاليه ربما نشأت في مصر منذ الفاطميين من فانوس رمضان الي مدفع الافطار وحلوي الكنافه ومع الزمان تطورت واقترنت باهازيج واغاني ومظاهر زينه تغطي فضاء الشوارع وتنير بالالوان ظلمه الليل.

لاباس من ان يحتفي الناس شكليا بموسم عبادتهم بشكل يعبر عن فرحهم بذلك.

الظاهره الاغرب والتي تشكل عبئا ومثارا للشكوي هي ظاهره الاحتفال بالطعام والشراب في موسم عباده الامتناع عنهما لبعض الوقت والغريب ان الصائمين يصومون تطوعا قبل رمضان ولكن لا يفطرون بهذا الشكل من الاسراف في الطعام واستحداث اشكالا جديده منه _وان كان ظرف الناس يسيرا _ فلاباس من توسعه علي النفس بلا اسراف او تبذير اما ان تكون زياده النفقه في وقت القله والعسر فهذا يخرج العباده من غايتها ليحول موسمها لموسم شكوي بدلا من مجال شكر ويخرج الصيام من (صوموا تصحوا) الي حالات تخمه المسرفين وشكوي غير القادرين واختزال ساعات صيام وقيام في دقائق الافطار.

الغايه من صوم رمضان عباده عظيمه بثواب اعظم وموسم لابتغاء ثواب الله واجره فالاجدر الا نفرغ رمضان من قيمته الي حصره في الاحتفال وربما الشكوي من نفقات لاداع لها.
تقبل الله طاعتكم واثابكم واعانكم

زر الذهاب إلى الأعلى