مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب : كوابيس

0:00

كوابيس

الكابوس هو حلم مزعج يرتبط بمشاعر سلبية، مثل القلق أو الخوف ، والكوابيس شائعة بين الأطفال، ولكن قد تحدث في أي سن. ولا تدعو الكوابيس العرَضية إلى القلق عادةً، هذا هو التعريف العلمي للكابوس ، وكلمة كابوس عندما نستخدمها لوصف واقع معين ، فهذا يعني أننا نعيش واقع لم يكن سؤه يخطر في بالنا ولا في أسوأ توقعاتنا .

ومن هذا المنطلق سأستخدم كلمة كابوس لوصف واقع أخلاقيات الأجيال القادمة ، من تتراوح أعمارهم بين ست وسبع سنوات وحتى العشرين عامًا ، نعم ست وسبع سنوات لا مفاجأة في ذلك ، فعندما تخرج إحدى الأمهات في فيديو تبكي وتطلب المساعدة من الجمهور في تربية ولديها البالغين من العمر ست وسبع سنوات لأنهما يضربانها ضربًا مبرحًا ، يجب أن تقع الصدمة ، خاصة عندما تسمع الإنحراف البين في لغة الحوار بين الآباء والأبناء هذه الأيام .

الكابوس كذلك يتجلى في آداب الوجود بالأماكن العامة ، وهنا أتذكر والدي ووالدتي بل كبارنا جميعًا الذين كانوا يرسلون النظرات فقط النظرات إذا ما علا صوت أو نبت ضحكة من أحدنا في مكان عام .

أما الآن تجد الأجيال الشابة والبراعم في المواصلات والمولات والنوادي وغيرها لا يستحون من الصراخ والحديث الوقح المخلّ والضحك المبتذل في وجود الغرباء والعائلات ولا حياء ، وإذا ما واجههم أحد بالانتقاد كانت البجاحة والوقاحة هي سيدة الموقف .

هل التربية الإيجابية هي السبب ؟!! سؤال طرحته العديد من الأسر التي عافرت لتطبيق هذا الأسلوب من التربية مع أولادهم ووجدت النتيجة صادمة ، فبدلا من ترك الأطفال لاكتشاف العالَم وفِعل أيّ شيءٍ يرغبون فيه. فيكبُر الأطفال بجرأة وحرية وأصحاب شخصية ؛ وجدوا موجة من التسيُّب والإنحراف تصل ذروتها في مرحلة المراهقة ،ليُمسى الوالدان أمام حلين لا ثالث لهما ، إما اتباع التربية الإيجابية وترك الطفل يتحمل مسئولية قراره حتى وإن كانت النتيجة ضياعه كليًا، أو العودة إلى أساليب الصرامة والحزم لإنقاذه من عواقب قراراته .

لو كنت في مثل هذا الموقف ماذا ستفعل لإنقاذ ابنتك أو ابنك ؟ هل ستترك التربية الإيجابية تأخذ مجراها أم ستلجأ لتكتيكات التربية القديمة ؟ وبالنهاية – بالله عليكم- أيقظونا من هذا الكابوس .

زر الذهاب إلى الأعلى