مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب: ماذا نحن فاعلون؟

بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض, كل أطراف الصراعات المسلحة وأصحاب القضايا السياسية والاقتصادية فى العالم يتسابقون الآن لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الميدانية, وتجهيز أوراق اللعب التى تقوى مكانتهم وتعزز قدراتهم التفاوضية, استعدادا وتأهبا للتعامل مع الرئيس الأمريكى خلال الأربع سنوات المقبلة.
والسؤال هو: ماذا أعددنا لنحقق أهدافنا؟ وماهو شكل العالم العربى والشرق الأوسط الذى نريده؟ وما الذى فعلناه ونفعله لكى نجسد للعالم حقنا فى تقرير مصير شعوبنا ومنطقتنا بالصورة التى نريدها, باعتبارنا أصحاب الأرض والحق فى منطقتنا؟
إن الأمر لم يعد يتعلق بالقضية الفلسطينية, وإن كانت هى محوره, لكنه يتعلق بالأمن القومى العربى إن كان هناك من لايزال يؤمن بهذا المصطلح.
هل نحن قادرون على أن نكون أصحاب القرار فيما يتعلق بمنطقتنا وبأمننا, وبالتالى بمستقبلنا, أم نترك تقرير كل ذلك فى أيدى غيرنا وننتظر من رعاة أمن عدونا أن يكونوا رعاة أمننا أيضا؟
عالم اليوم تعلو فيه- للأسف – قوة السلاح والمصالح على قوة القانون.
والسلام فى عالم اليوم لايتحقق بمجرد الإيمان به, والتلويح بأغصان الزيتون فى مواجهة آليات القتل والتدمير.
ولايتحرك المجتمع الدولى لمجرد أننا ندعوه إلى ذلك, بل يتحرك عندما يرى منا أفعالا لاأقوالا تدفعه إلى التحرك معنا.
ومازلت أقول: أننا كعالم عربى وكعالم إسلامى, نملك من أسباب القوة الشاملة مايؤهلنا, ليس فقط لقيادة شعوبنا وتقرير مصير منطقتنا, بل للتأثير فى العالم كله وسياساته تجاهنا.
مصر الآن وفى هذه الظروف العصيبة تتعرض لعاصفة من الأزمات, خلقت حالة مزاجية سلبية تجاه المستقبل, ولايمكن أن نقف فى حالة إنكار لوجود مايسمى القلق الجمعى والإحباط واليأس من الصورة القاتمة تجاه الأوضاع الاقتصادية تحديدا, لذلك نحن فى حاجة ماسة وحتمية وضرورية وعاجلة- كما يقول الأستاذ نشأت الديهى فى مقال له – لإعادة بناء وترميم “المزاج العام”, ونفض غبار مشاعر القلق والإحباط واليأس من المشهد, واستبدالها بمشاعر التحدى والعزيمة والتفاؤل, لبناء جدران الأمل على أنقاض وسراديب الإحباط, لابد من وضع خطة واضحة ومفهومة وعملية لتغيير المزاج العام, ليصبح معتدلا تجاه القضايا العامة, تبدأ هذه الخطة بوقف التصريحات غير المنضبطة للمسئولين الحكوميين على كل المستويات وقصرها على المتخصصين البارعين فى مخاطبة الرأى العام, ثم تبدأ الحكومة فى وضع خطط وتصورات الإصلاح وتوقيتاتها بشكل دقيق فى كل القطاعات خاصة الاقتصادية, وما يرتبط بحياة الناس اليومية, والبدء فى مواجهة كل الشائعات الموجهة من خلال غزارةالمعلومات الرسمية, وسرعة تغذية وسائل الإعلام بمتطلبات البيانات والمعلومات والأخبار, فى نفس الوقت يجب ألا نغفل الاستمرار فى تقديم الانجازات المحققة على الأرض فى صورة مغايرة للأرقام والاحصاءات, واستبدالها بمسارات استفادة المواطن مما جرى وتحقق , وهنا يجب أن تسارع الدراما فى صناعة ذلك الهدف, كما أن تقديم مقارنات مع الدول الشبيهة وأحوالها مطلوب توضيحها بشكل غير مستفز, الخلاصة أننا إزاء حالة مزاجية مضطربة وقلقة, وتحتاج قراءة وقياس, وإعادة ضبط وتوجيها, مع الوضع فى الاعتبار أن الإعلام المصرى بات قادرا على الاضطلاع بهذه المهام وتحقيق النجاح فيها بسهولة ,لكن لن يصنع الإعلام وحده الحالة المزاجية, وعلى الآخرين التحرك وبسرعة فى هذا الاتجاه.
هل تعرف أن الدكتور محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية الراحل كان متخصصا فى علم الحشرات ولم يكن أديبا, وأن الدكتور محمد كامل حسين كان أول رئيس لجامعة عين شمس كان استاذا فى جراحة العظام, ومع ذلك حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الأداب , ثم حصل بعدها بنحو سنتين على جائزة الدولة التقديرية فى الطب.!
على بعد 6كيلو مترات من مدينة طنطا, تقع قرية “دفرة” أشهر قرية منتجة على مستوى الجمهورية فى صناعة” الباب والشباك”, يأتى إليها كل الراغبين فى جودة منتجات نجارة العمارة الحديثة, وقد تطورت مصانعها وورشها من البدائية قبل نحو نصف قرن إلى أحدث ماأنتجته أوروبا من ماكينات النجارة الحديثة, مما جعلها قبلة لعشاق الجمال فى صناعة الأبواب والشبابيك.
بحيرة مريوط تقسم إلى خمسة أحواض, ومساحتها نحو 14000 فدان, بها نحو 3آلاف رخصة صيد يعمل بها نحو 1000 صياد, رزقهم الوحيد هو الصيد فى البحيرة, فضلا عن المهن الأخرى المساعدة كمهنة الصيد, وهى عبارة عن صناعة وتجارة الشبك, ونجارى المراكب, وبائعى الأسماك, والشيالين, وتتنوع أسماك البحيرة بين البلطى, والبورى, والبياض, والقاروص, والدنيس, والقراميط.
متحف الفن الإسلامى يضم مايزيد على 100 ألف قطعة أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية, من الهند والصين وإيران, مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس, بدأ جمعها منذعصر الخديوى اسماعيل, وقد وضع حجر الأساس للمبنى الحالى فى باب الخلق سنة 1899, وافتتحه الخديوى عباس حلمى فى 28 ديسمبر سنة 1903
كان ضوؤه ينعكس على شواطىء كريت بجزيرة قبرص, معلنا عن عظمة الإسكندرية, هكذا كانت منارة الإسكندرية إحدى عجائب الدنيا السبع, تلك المنارة التى شيدها المصريون فى العصر البطلمى فى عهد بطليموس الثانى, وصممها المعمارى الإغريقى سوستراتوس, معبرة عن حضارة عروس البحر المتوسط, فالمبنى الهائل ارتفع شاهقا بارتفاع 130 مترا على جزيرة فاروس فى أجمل البقاع فى الميناء الشرقى الذى كان الأضخم والأجمل, وانهار جراء زلزال فى العصر المملوكى, وحاول البعض إحياءها, إلا أنه شيدت مكانها قلعة قايتباى, وفى الألفية الثانيةجاء مشروع سياحى عالمى بتعاون صينى لإعادة الحياة وإحياء منارة الاسكندرية, لتكون أول تجربة حقيقية تراثية لإحياء إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة, وحصل على موافقات مجلس الوزراء فى عام 2010 ليتوقف المشروع القابع فى أدراج ومضابط المجلس المحلى لمحافظة الا سكندرية بتصميماته.

زر الذهاب إلى الأعلى