مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : (٦ أكتوبر من ياس الي رجاء، ماذا لو لم يكن؟ )

هل خطر ببال احدنا ماذا لو لم تحارب مصر معركه ٦اكتوبر ١٩٧٣ المجيده؟ تصوري ساقوله بالنهايه ولكل ان يتصور كيف يشاء.
(سوف يجئ يومآ نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كلا منا في موقعه وكيف حمل كلا منا أمانته وادي دوره كيف خرج الابطال من هذا الشعب وهذه الامه في فترة حالكه ساد فيها الظلام ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتي تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء )
قالها صاحب القرار ومالك الاراده والعزم الرئيس السادات رحمه الله في خطاب النصر المجيد بمجلس الشعب نهايه أكتوبر١٩٧٣.
وقد قال صدقا حيث كانت الايام قبلها سوداء رتيبه خانقه يتنفس الناس فيها غبار الهزيمه التي مزقت ارواحهم واقتطعت من قلوبهم قبل ان تقتطع من عزيز وطنهم، النظرات كسيره والانفاس مختنقه والروؤس تسكنها افكار سوداء ثقيله وسكون الانفس يزلزله صرخات مكتومه ترفض الهزيمه وترتجي انفراجه النصر.
حاله اليأس كانت واقع يلتف مكبلا الايدي والاعناق ويسيطر عليه.
وضع الانكسار والهزيمه كان مصحوبا باوضاع دخليه مشحونه بقله اقتصاديه وفقر عجوز يسكن البيوت والشوارع والجيوب وكان معه انقسام فكري بين انصار السادات وخصومه في مدار الناصريه وكان حراكا مكتوما بين معتنقي افكار الاسلام السياسي من اخوان وتوابعهم الذين تنفسوا الصعداء برحيل عبد الناصر…. لكن كان عموم الشعب الغير مسيس ولا حاملا لافكار غير فكره مصريتهم لمصريتهم _كان هؤلاء _ السواد الاعظم الذي يعيش هم الهزيمه ووطأتها وربما كان ياسهم القاتل يحمل في طياته جذوه امل كسير.
الوضع الاقليمي كان باي حال متماسكا بين العرب وربما القت الهزيمه في ٦٧ بظلالها السوداء علي كل العرب وان كانت ظلال الخلاف السياسي تلقي بشماته علي مصر والرئبس جمال عبد الناصر رحمه الله تاسيسا علي تصرفه الثوري والتحرري والتقدمي والذي صدره لدول المنطقه.
الموقف الدولي كعادته الغرب برمته مع الكيان الغاصب والشرق بميوعه تصرف الروس الرافض لتحديث الجيش المصري كان محبطا وعلي اثره تم طرد الخبراء الروس من الجيش المصري
إذن نحن امام حاله هزيمه وانكسار وقله وظهر مكشوف الا قليلا، وعليه كان علي مصر القياده ان تضمد جراحا وشتات قوتها وتستند الي بقيه عزم شعبها لتكون الحرب والقرار الجرئ للقفز من هذه الحاله البائسه الكئيبه……. كنت صغيرا لا ادرك من الدنيا الا ماصدره لي من حولي من ان الحرب موت وهزيمه علي وقع التجربه الماضيه ووقت قيام الحرب كنت خارج مصر مع اسرتي وكان لامي رحمها الله اخوين مجندان وقامت الحرب فزادت من هواجسنا فوق هواجس غربتنا وكانت فرصتنا اننا شاهدنا صور العبور في التليفزيون وهو مالم يكن متاحا في قريتنا الام وربما اغلب قري مصر ومع الساعات والايام حملت الاخبار صور وانباء النصر.
الذي فعلته الحرب انها جعلت مصر والعرب يتنفسون الصعداء ويستنشقون هواء محملا بعبق الانتصار ازال عنهم غبار سنين الهزيمه وتعلق الجميع بالرجاء الذي انقذهم من براثن اليأس وفتكه…. هذه الحرب اظهرت القوه التي كسرت غطرسه عدو غاشم عاث بالمنطقه التي اغتصبها فسادا وتوسعا وقتلا واوقفته في منطقه تجعله واعوانه في حيز قبول حلول التسويه والانسحاب فكان اولا افتتاح قناه السويس للملاحه بعد قفلها وكانت الرؤيه الصائبه للرئيس السادات التي دشنت سعي الاقوياء للسلام وكانت كامب ديفيد التي استردت مصر بها كل ارضها المغتصبه والتي كان بمشروعها حلا للمغتصب من اراض فلسطين في عام ٦٧_وهو مايبحثون عنه الان بلا جدوي_
لولا انكسار وهزيمه اس را ئيل في حرب اكتوبر المجيده لكان مشروعهم التوسعي طال اكثر مما وصلوا اليه عام ٦٧ وربما التهموا الاردن ولبنان وسوريا واكثر وكان حال السواد الذي يعيشه من رفض فرص سلام القوه اشد وطاءه مما عليه الان في نهايه ٢٠٢٤.
الدرس الاكبر من عبور ٦اكتوبر ٧٣ هو عبقريه مسح اثار الهزيمه من نفس الجيش واسنعاده ثقته بربه ووطنه ونفسه فخلقت عزما صنع معجزه بعتاد متهالك وارواح تستمد قوتها من نداء الله اكبر.
رحم الله السادات وكل شهداء وقاده معركه مصر ورحم الله الملك فيصل والسلطان قابوس والشيخ زايد.. وتبقي الحريه والتحرر لابد لها من ثمن وقائد وحرب وجهاد لوجه الله والوطن لا لوجه ايران.

زر الذهاب إلى الأعلى