مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب : أولمبياد العمدة

دولة اسمها الدومينكا .. غير جمهورية الدومينيكان اللي لاعبناها ..موجودة على الخريطة في منطقة بحر الكاريبي جنوب المكسيك ، و دولة ثانية اسمها(سانت لوسيا ) توجد في شرق الكاريبي وعدد سكانها١٨٠ ألف نسمة ومساحتها أكبر ب ١٦٠ كيلو متر من مساحة الوادي الجديد عندنا .
إيه حكايتهم ؟هاقولك : الدومينكا بعثتها في أولمبياد باريس تتكون من ثلاثة أفراد فقط !الملفت إن واحدة من الثلاثة حققت ذهبية في الوثب الثلاثي .
طيب إيه حكاية سانت لوسيا؟ سانت لوسيا يا سيدي سافرت ببعثة مكونة من أربعة لاعبين ، -ببساطة حاجزين أربعة كراسي على الطائرة وغرفتين دبل مستريحين- وتنجح منهم اللاعبة جوليان الفريد في الحصول على ذهبية ال ١٠٠ متر وثب ، لا وكمان تحطم الرقم القياسي .
لحد هنا هذه المعلومات منقولة من صفحة المحترم (سامح قريطم )على الفيس بوك ، والذي ظهرت لي إحدى منشوراته كترشيح للمتابعة ، والسبب في محاولة إعادة نشر هذه المعلومات الصادمة من زميل السوشيال ميديا هو إعجابي بسؤاله التالي : بعثة مصر الأوليمبية تبلغ مائة وأربعة وستين فردًا ، وهي أكبر من (ضعف) تاني أكبر بعثة عربية وهي المغرب،والتي تُقدر ب أربعة وستين فردًا . لماذا هذا العدد من الرياضيين رغم أن نسبة كبيرة منهم غير مصنفين دوليًا؟ .
لماذا ننفق على هذا العدد؟ في حين يمكننا الإنفاق فقط على المؤهلين للمنافسة على الميداليات ؟ هنا ينتهي السؤال ويبدأ التهكم على وضعنا ، خاصة وأنتم تعلمون الأخبار عن لاعبة الشيش الحامل في الشهر السابع ، ولاعبة المصارعة المستبعدة لتجاوز وزنها الوزن القانوني ب ٧٠٠ جرام ، ومؤخرا استبعاد اللاعب المصري في مسابقات الرماية بسبب إصابته للحكم ، نعم ؛ ترك منصة الأهداف كاملةًو( نشن على الحكم) .
إهدار نفقات بدون أي إنجاز يذكر ، إذا ما استبعدنا المسار المشرف لفريق كرة القدم وكرة اليد وبرونزية محمد السيد في سلاح سيف المبارزة ،وأي إنجاز آخر نتمنى أن يتحقق حتى موعد نشر المقال . منافسة غاب عنها الاستعداد وكأننا استيقظنا فجأة من نومنا وبدأنا نجمع من هنا وهناك لاعبين للتمثيل الغير مشرف حتى الآن في تسعين بالمائة من المشاركات .
ماذا لو اخترنافقط الجديرين من حيث التصنيف الدولي لأن هدفنا هو حصد الميداليات وليس الفسح والتكريمات على حساب الدولة ؟ ماذا لو تم الإشراف بشكل صارم ودقيق على الأموال التي يتم إنفاقها ومحاسبة لاحقة لمن لم يحقق المطلوب منه ؟ ماذا لو تعاملنا بعقلية واعية اقتصاديا ولا أنفق قرشًا إلا في مكانه ،وأوفر على بلدي هذه الآلاف من العملات الصعبة خاصة في ظروفنا ووضعنا الاقتصادي اليوم ؟!!

الأولمبياد ليست فرح العمدة -لازم نحضر لا الناس تاكل وشنا- عندنا منافسون نساعدهم للوصول للعالمية ، لا نملك نقعد في بلدنا أكرم لنا وكفاية مهازل . شكرًا سامح قريطم على الفكرة ، وشكرًا لكل شخص يستخدم السوشيال ميديا كما يجب .

زر الذهاب إلى الأعلى