مقالات الرأى

دكتور عماد عبد البديع يكتب : ( قيمة المرأة في الحضارة المصرية القديمة )

لم أرد أن اجعل عنوان مقالتي مكانة المرأة في مصر القديمه وانما اخترت له قيمة المرأة المصريه في العهد الفرعوني القديم لماذا؟؟؟! لأن الحقيقة أن المرأة في المجتمع المصري القديم كانت تتمتع بمكانة كبيره بل وكانت تمثل قيمة عظيمه في الحياه المصريه القديمة . فعندما نقارن وضع المرأة في المجتمع المصري القديم بمكانه ووضع المرأة في المجتمعات الأخرى نجد انها حظيت بمكانة عالية لم تحظ بها نظيرتها من النساء من المجتمعات المعاصره للحضاره المصريه القديمه في ذلك الوقت كالمجتمع اليوناني والاغريقي والفارسي والروماني … الخ

تمتعت المرأة في المجتمع المصري القديم بكافه الحقوق والواجبات التي يتمتع بها الرجل، فكانت مساوية له في كافه الحقوق والالتزامات كالحق في العمل والميراث والمساواه أمام القانون. وكانت تعتبر هذه النظرة في ذلك الوقت نظرة حضاريه وعصريه مقارنه بالنظر للمرأه في المجتمعات المعاصرة للحضارة المصرية في ذلك الوقت … وكان للمرأة مكانة رفيعة في المجتمع المصري القديم باعتبارها الشريك الوحيد للرجل في حياته الدنيويه والاخرويه… بل ويمكن القول ان المرأة تجاوزت هذه المكانة المتقدمه بمراحل، بل وصلت إلى درجة التقديس فكانت المرأة عندهم رمزا للحكمه وكانت ايضا رمزا للوفاء والاخلاص كما ورد في اساطيرهم مثل قصه ايزيس واوزوريس وكانت ايضا رمزا للعدل ورمزا للحب …الخ

وكما جاء في أحد البرديات على لسان الحكيم عند وصيته لإبنه عند الزواج بحسن معامله الزوجة ورعايه شؤونها باعتبار شريكة الحياه وتوفير ما تحتاج اليه من ادوات الزينه والعطر لتبدو بصورة حسنه امام جيرانها.. وكان الحب موجودا في مصر القديمه ووجدت العديد من البرديات التي تحتوي على غزل صريح وعفيف للمرأة، كما كان العنف ضد المرأة ممنوعا ومرفوضا تماما في المجتمع المصري القديم..

ومنذ نشات الدولة المصرية كان للمرأة الدور الكبير والمكانة العظيمة في بيتها وأسرتها بل وفي مجتمعها أيضا، ففي البيت كانت المرأة ربة البيت وشريك الرجل في بناء الأسرة ومعينه له في كل ما يلزم امورها، حيث كانت تساعد زوجها في أعمال الزراعة وفي الأعمال الحرفية، وكانت تقوم بتربيه النشأ وتعليم الأطفال والحرص على الذهاب بهم ٱلى المعبد لتلقي الدروس والتعليم ومتابعة مستواهم التعليمي .

وفي المجتمع شاركت المرأة في كافه المناسبات الاجتماعيه والدينيه والسياسيه، وعملت في كافة المجالات وتقلدت العديد من المناصب، فكانت الكاتبه والطبيبة والقاضية وعملت في المعابد أيضا وفي الطب .. كما شاركت في الحياه العامة وكانت تحضر مجالس الحكم ووصلت درجه التقدير للمرأة الى رفعها الى عرش البلاد، فكان هناك العديد من الملكات المصريات اللاتي حكمن مصر وخلد التاريخ ذكرهن ، بل وتقديرا لدور المرأة في مصر القديمه كان هناك وادي للملكات يحوي أعظم المقاير لملكات مصر القديمة كما كان هناك وادي للملوك في غرب الاقصر في طيبه عاصمه مصر القديمه …

ولا ننسى طبعا دور الملكة البطلة أم الملك احمس حينما شجعت ابنها وربته على الثأر لمقتل والده الملك سقنن رع واخيه الملك كاموس الذين قتلا في حروبهما ضد الهكسوس فما كان من الملك احمس الا أن قام بطرد الهكسوس وتحرير مصر بعد احتلال دام لقرون في انتصار مهيب وملحمة أسطورية خلدتها صفحات التاريخ … وهنا يحضرني أيضا ما ذكره الرئيس السادات بطل الحرب والسلام في إحدى خطبه أن السيدة هاجر زوجة ابراهيم وأم اسماعيل عليهما السلام كانت مصريه واسماعيل ابو العرب وبالتالي فان العرب هم من ينتسبون لمصر قبل ان تنتسب مصر للعرب ..

أثبتت المرأة المصريه وبجدارة منذ فجر الحضاره المصريه انها أيقونه المجتمعوصانعة الحضارة… وما زالت تثبت قدرتها وجدارتها وكفائتها ومساهمتها الفعاله في بناء اسرتها ووطنها ومجتمعها.

زر الذهاب إلى الأعلى