أحمد فرغلي رضوان يكتب : كامالا هاريس ..أنثى أوباما وموعد مع القدر

تروي كامالا هاريس في مذكراتها ” كنت في مكتبي في بداية عملي القضائي ووجدت زميلين لي يتحدثان في الردهة عن اعتقال أحد الأشخاص وعن التهم التي ممكن يكتبونها!! وفرص تعزيزها! فتقول :
بينما كنت أجلس بمفردي في مكتبي الجديد، تذكرت وقتًا، عندما كنت مدعيًا عامًا شابًا، عندما سمعت بعض زملائي في الردهة. سأل أحدهم:
“هل يجب أن نضيف تعزيز العصابات؟
قال الآخر : “هل يمكننا أن نثبت أنه كان عضوًا في عصابة؟ تعال، لقد رأيت ما كان يرتديه، لقد رأيت الزاوية التي التقطوه منها.. لدى الرجل شريط ذلك مغني الراب، ما اسمه؟
وهنا خرجت من مكتبي إلى الردهة
“مرحبًا يا رفاق، فقط لكي تعلموا : لدي عائلة تعيش في ذلك الحي وتقصد حي “بيركلي” الذي تسكنه أغلبية من الأمريكيين من أصل أفريقي .. ولدي أصدقاء هناك ولدي شريط لمغني الراب هذا في سيارتي الآن”.
من خلال هذه الرواية تشير كامالا إلى العنصرية ضد الملونين في مذكراتها التي صدرت عام 2019 وحملت عنوان ” الحقائق التي نتمسك بها ” حيث تبدو هاريس مهمومة بالعدالة وانتهاكات الشرطة والعنصرية و تحدثت عنهم كثيرا .
وتشير في مذكراتها بشكل صريح إلى “الحبس غير العادل” فتقول “:
إن الرجال السود يستخدمون المخدرات بنفس معدل الرجال البيض، ولكنهم يتعرضون للاعتقال بسببها بمعدل ضعف ما يتعرض له نظرائهم البيض ، ثم يدفعون أكثر من ثلث ما يدفعه نظرائهم البيض في المتوسط مقابل الكفالة والرجال السود أكثر عرضة للسجن بستة أضعاف من نظرائهم البيض، وعندما تتم إدانتهم، يحصل الرجال السود على أحكام أطول بنحو 20% من الأحكام الصادرة على نظرائهم البيض، إنه أمر مروع حقا.
يعاقب نظام العدالة الجنائية الناس على فقرهم.
ولا يمكن للديمقراطية أن تزدهر وسط الخوف. لا يمكن للحرية أن تزدهر وسط الكراهية. لا يمكن للعدالة أن تتجذر وسط الغضب.
بخلفية قانونية وسياسية اكتسبتها كامالا هاريس من تكوينها الأكاديمي والمهني تخوض ابنة المهاجرين اختبارا هو الأصعب في حياتها اختبار يجعلها على موعد مع التاريخ لو نجحت فيه حيث ستكون أول إمرأة تسكن البيت الأبيض ، هي الآن على بعد خطوة واحدة من الحلم بعد أن حصلت على تزكية الرئيس الحالي بايدن ودعم الحزب الديمقراطي وكذلك الرئيس الأسبق أوباما الذي بث فيديو محادثة بينهما يؤكد دعمه لها في السباق الرئاسي.
كامالا تعشق الموسيقى كما تعشق الطهي وتشارك كثيرا مهاراتها في الطهي على السوشيال ميديا.
لذلك تقول ” لا توجد طريقة أفضل لتغذية الفكر من الجمع بين الشعر والسياسة والموسيقى والرقص والفن “.
تبدو كامالا شخصية تحمل كاريزما كبيرة ومرحة بشكل لافت لدرجة أنه تم تجميع عدد كبير من الفيديوهات لضحكاتها بصوت عال في اكثر من مناسبة وبالفعل نجحت كامالا في جمع تبرعات بلغت نحو 310 مليون دولار خلال شهر واحد فقط بينما جمعت حملة ترامب 138 مليون دولار خلال نفس المدة وهو ما يشير لوجود دعم شعبي كبير لحملتها الانتخابية بالإضافة إلى دعم عدد من نجوم هوليوود الكبار لها على رأسهم روبرت دينيرو وجورج كلوني وجوليا روبرتس وتوم هانكس وبراد بيت.
كامالا لا تحب سماع لقب “أنثى أوباما” الذي أطلقه البعض عليها ويقصدون انها النسخة الأنثوية من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وعندما سألها أحد الصحفيين عن الاستمرار في إرث أوباما خلال ترشحها للرئاسة، قالت: “لدي إرثي الخاص”.
على مستوى قضايا الشرق الأوسط بالطبع لن تكون أفضل حالا من سابقيها مع العرب وقضاياهم خاصة أن لها مواقف تشير إلى ذلك حيث ذكرت أثناء عضويتها في مجلس الشيوخ ” سأفعل كل ما في سلطتي لضمان الدعم الواسع والحزبي لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس”.
كما شاركت في مشروع قانون يعترض على قرار دولي أدان المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
كامالا هاريس على موعد مع التاريخ لتكون أول إمرأة تجلس في البيت الأبيض وتفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة .
ابنة المهاجرين اللذان التقيا بصفتهما ناشطين شابين في حركة الحقوق المدنية وجمعتهما الدراسة الجامعية.
ولكن والدتها التي تولت تربيتها بعد انفصال والديها وتقول في مذكراتها ” لا يوجد لقب أو شرف على الأرض سأعتز به أكثر من القول انتي إبنة شيامالا جوبلان” أمها تعني الكثير لها.
كامالا تخوض الانتخابات بروح معنوية مرتفعة ولكن ذكريات عام 2019 لا تزال في ذهنها بالطبع، عندما فشلت في الانتخابات التمهيدية الرئاسية لحزبها وقالت حملتها وقتها أنها ارتكبت عدة أخطاء إدارية! هل تنجح كامالا في تجنب أخطاء الماضي وتفوز في الانتخابات الرئاسية؟