مقالات الرأى
مشيرة موسى تكتب ” الوجع وسنينه “
من كام يوم حضرت حفلة مزيكا تحفة ل” فؤاد ومنيب” وفرقتهم الموسيقية … الأول عازف بيانو والثاني عازف كمان … الحقيقة مزيكتهم بتخلى الروح تسمو وتسبح فى عالم اخر … حاجة كده ملائكية … سيبكم من جمال المقطوعات الموسيقية اللى من تأليفهم وتوزيعهم والحالة العامة وتفاعلهم وتفاعل الجمهور معاهم …” فؤاد ” اللى بيشتغل طبيب فى الوقت اللى مش بيلعب فيه مزيكا … ومش هقول تخصصه … قال جملة استوقفتنى … قبل عزف مقطوعة اسمها ” ما وراء الآلم ” … فؤاد سأل … احنا ليه بنكره الآلم … احنا لازم نشكر الآلم … ” لأن الآلم بينبهنا ان فى حاجة غلط … وراء الآلم قصة كبيرة ودرس كبير تعلمناه وجعلنا فى غاية الأمتنان “… ايه البعد العميق ده … ايه الجمال ده … كلام حقيقى جدااااااااا … انا هعرف ازاى انى لازم اروح للدكتور لو محسيتش بالوجع … الاعتراف بوجود ” علة ما ” هى اول طريق الشفاء … فى منتصف الثمانينات كنا ب ” نظبط ” مامى وهى بتحط ايدها فجأة أعلى صدرها بقرب كتفها الشمال … فنسألها عن سبب هذا ونطلب الذهاب معها للطبيب … فترفض وتصر هى ان هذا نوع من الآلام الروماتيزمية … حتى اكتشفنا فجأة احتياجها الفورى لعملية قلب مفتوح … تصوروا أدركت الآن فائدة الآلم … سبحان الله … الآلم بيوجع لكن بينبه ويدق ناقوس الخطر … طيب الكلام كده عن الآلم أو الوجع البدنى … وماذا عن الآلم النفسى … هو ده كمان له فايدة … ايواااااا والله … وجداااااااااا كمان … على مدى سنين حياتى قابلت شخصيات كتيييييير بتتلذذ بايذاء الآخرين … ليه … كده … مزاج عجيب ولذة فى العكننة على خلق الله … قرأت مؤخرا عن أمير كان يتعمد انتقاد وتدمير نفسية زوجته الأميرة الجميلة قبل اى لقاء جماهيرى … لأن شعبه عشق هذه الأميرة اكثر منه … الآن وقد بلغت من العمر ما بلغت … اقوم كل فترة بمراجعة الأسماء على قائمة تليفونى ووسائل التواصل الاجتماعى … فاقوم بحذف اسماء أصبحت تشكل عبء نفسى وعصبى … افراد يصبحون مصدر للألم … كائنات هدفها ان تراك منهارا غاضبا … واحيانا قد أضيف اسماء ” طلب صداقة” على ان يكون هناك أصدقاء مشتركين بيننا … اكتشف احيانا ان هذه الإضافة ” اضافة فعلا ” … وأحيانا أخرى تكون الإضافة عبء نفسى يفضل حذفه تجنبا للغضب والألم الناتج عن سوء الإختيار … وافقت مرة على طلب أحدهم … فاستباح مغازلة وطلب صداقة صديقاتي الجميلات … تصوروا … المهم الدرس المستفاد الذى تعلمته هو … ان الوجع يعنى ان هناك خطأ ما … بدنى او نفسى … مش مهم … المهم ان التحذير بييجي من الداخل … وممكن دلوقتى أعلنها صراحة ” ايها الآلم انا فى غاية الامتنان … شكرااااااااااااااا ” …