مقالات الرأى

إميل أمين تكتب: إسرائيل ومخازن السلاح الأميركي السرية

0:00

أعاد الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة التساؤل عما إذا كانت إسرائيل وعبر تاريخها قد قامت مخازن السلاح السرية الأميركية لديها، ومن دون علم الولايات المتحدة أم لا ؟
التساؤل المتقدم طرح وبقوة في أروقة واشنطن خلال رئاسة باراك أوباما، وبالتحديد عام 2014، حين الهجوم على غزة، وبدأ أن هناك من يقطع بأن تل أبيب وصلت أياديها إلى مخزون السلاح الأميركي من دون علم مسبق من الإدارة الأميركية أو الكونجرس ، غير أن تحقيقا ما لم يحدث، وتم تجاوز الأمر بشكل غير قانوني ، مع يعني أن تل ابيب وضعت وجه واشنطن إلى الحائط ، وربما هناك من تماهى مع تل أبيب عينها إنطلاقا من أهميتها الإستراتيجية التي أسترجعتها مرة أخرى، بعد ظهور خطر الصين، وصحوة روسيا الإتحادية كبدلاء لحلف وارسو المنحل .
هل عادت الشكوك مرة جديدة لتحلق فوق سماوات إسرائيل وعلاقتها بالمخازن الأميركية السرية؟
يبدو أن هناك خيوط دخان في هذا السياق ، فوفقا لصحيفة ” الغارديان” البريطانية، يواجه هذا المخزون الأميركي الضخم من الاسلحة تدقيقا واسعا منذ بدء حرب غزة ، حيث يقول محللو الدفاع إن هناك قليلا من الشفافية حول فئات وكميات الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل ، مشيرين إلى أن هناك شكوكا بشأن سحب إسرائيل كميات كبيرة من هذه الأسلحة ، لإستخدامها في الحرب ضد ميليشا حماس .
هل هناك شبهة لمؤامرات خفية ما بين إدارة بايدن التي لا تداري أو تواري هواها وميولها الداعمة لدولة إسرائيل ، وبين قصة المخازن السرية، الأمر الذي يعود بنا ومن جديد إلى فضيحة ” كونترا غيت “، في زمن رونالد ريغان، حيث جرت صفقات أسلحة كبيرة وخطيرة من وراء ممثلي الشعب الأميركي ؟
في مقابلات مع ” الغارديان ” البريطانية، قال كثير من المسؤولين الأميركيين السابقين المطلعين على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل ، إن هذا المخزون يتيح عمليات نقل سريعة للاسلحة إلى الجيش الإسرائيلي ، واضافوا أن وجوده بإسرائيل ” يحمي تحركات الاسلحة الأميركية من الرقابة العامة ورقابة الكونغرس “.
التماهي الأميركي الواضح خلال إدارة بايدن مع حكومة نتانياهة يتجلي في تصريح لمسؤول أميركي كبير سابق في ” البنتاغون “قال فيه :” رسميا هذه معدات أميركية للإستخدام الأميركي فقط، ولكن من ناحية أخرى، من يستطيع أن يقول إننا لن نعطي إسرائيل مفاتيح هذه المستودعات في حالة الطوارئ”.
ماذا عن مستقبل هذه المخازن ؟
يبدو أن هناك تطورات مدهشة قادمة تصب في صالح إسرائيل بشكل كبير ، فقد أثار مشرعون في واشنطن مخاوف بشأن مقترحات للبيت الأبيض ، من شأنها تخفيف القواعد المتعلقة بأنواع الأسلحة الموضوعة في المخازن، وتوسيع حدود الإنفاق على تجديدها ، ومنح البنتاغون مرونة أكبر لنقل الأسلحة من هذه الترسانة.
هنا لابد من التوقف أمام تصريحات ” جوش بول “، المسؤول السابق في وزارة الخارجية ، والذي استقال مؤخرا إحتجاجا على دعم واشنطن لإسرائيل خلال حربها على غزة، والتي قال فيها :” إن مقترحات البيت الأبيض بشأن المخزون هي جزء من حملة لإدارة بايدن تستهدف إيجاد طرق جديدة لتزويد إسرائيل بالسلاح “.
هل أنكشف سر الدعم الأميركي غير المشروع لإسرائيل من خلال مخازن السلاح السرية ؟
يبدو أن هناك تطورات عديدة شهدتها الفترة الممتدة من السابع من أكتوبر الماضي وحتى واليوم، وفي مقدمها، الإجتماع الذي عقد في البيت الأبيض – والعهدة على الراوي جوش بول نفسه – بعد هجوم 7 أكتوبر ، وفيه ” تمت مناقشة كل سلطة قانونية ممكنة يمكن منحها لإسرائيل لضمان حصولها على الأسلحة في أسرع وقت ممكن “.
على أن حديث أخر أشد وعورة وخطورة جاء على لسان قائد عسكري سابق ، يكاد يخبرنا بأن إسرائيل قولا وفعلا قد تحصلت على أسلحة من هذه المخازن ، وبصورة غير قانونية .
يقول هذا المسؤول في معرض حديثه عن محتويات المخازن :” إنها مليئة بما يسمى بالذخائر الغبية ، أي تلك التي لا تحتوي على أنظمة توجيه متطورة، بما في ذلك آلاف القنابل الحديدية التي يتم إسقاطها ببساطة من الطائرات دون توجيه لمنطقة معينة “.
هل تنطلي على العالم إذن قصة حرمان إدارة بايدن لإسرائيلية من بضعة صناديق من القنابل، في حين أنها فتحت لها مخازنها دفعة واحدة؟

زر الذهاب إلى الأعلى