مقالات الرأى

اللواء مروان مصطفى يكتب : سؤال المليون.. هي مصر ها تدخل الحرب ؟

0:00

هي مصر ممكن تحارب لو اسرائيل تعدت الخط الاحمر اللي مصر قالت عليه..؟ وهل هي فعلاً بتحاول جر مصر تدخل الحرب ..؟ ده هو أهم سؤال النهاردة والناس مختلفه علي أجابته .. والغالبية بتقول مش ها يحصل أنه لأن اسرائيل غرقانه في مستنقع غزة ، وشعبها منقسم ،وجيشها منهك ومحبط ولا يستطيع مواجهة الجيش المصري في ثوبه الجديد وقواته الكبيرة وعتاده المتطور.
وبصرف النظر عن افلام الخلافات الوهمية بين أمريكا واسرائيل اللي بيمثلوها أمام العالم لتحسين صوره امريكا واظهار انسانيتها ، وتعاطف بايدن مع اطفال غزة ونسائها قبل الانتخابات ..وده طبعاً كله تمثيل في تمثيل ، واكبر دليل علي كده الأساطيل البحرية وحاملات الطائرات ، والغواصات والمدمرات والبوارج البحرية اللي واقفة في عرض البحر المتوسط .. والبحر الاحمر لتأمين اسرائيل وحمايتها من اي تهديد أو اعتداء عليها من اي دولة في المنطقة وتحيط بكل سواحل مصر. وبعيداً عن كل اراء وتعليقات المحللين السياسيين والعسكريين ، تعالوا نشوف ليه اسرائيل تستهدف توسيع دائرة الحرب في المنطقة وتستهدف أساساً استفزاز مصر وجر شكلها لفرض الحرب عليها لكسر شوكتها والثأر منها لعدة اسباب منها.
• الانتقام منها لا فشالها صفقة القرن رغم الاغراءات والتهديدات التي حوصرت بها ..واضاعت فرصة احتلال غزة وتهجير سكانها والاستيلاء علي سواحلها وآبار الغاز المكتشفة فيها ، وكانت تعتبر طوق النجاة الوحيد لانقاذ نتنياهو ومجلس حربه من المحاكمات المنتظرة .
• أعاقت مصر برفضها الصارم كل بدائل التهجير، وكل مقترحات التعاون والتنسيق العسكري لاقتحام رفح ،أوتعديل الحدود، أو تركيب كاميرات وأجهزة ومعدات اسرائيليه استشعارية لكشف الانفاق تحت ممر فيلادلفيا رغم كل التطمينات الاسرائيلية والأمريكية .
• تنامي نفوذ مصر الدولي ، وتزايد قوتها العسكرية ، والتي نجحت في التعامل مع كل التهديدات الحدودية التي تحاصرها ،والضغوطات والازمات الاقتصادية والأزمات الداخلية التي تعرضت لها .
• الثأر من مصر لقيامها مؤخراً بإفساد علاقات اسرائيل مع ألمانيا وهي المورد الثاني للسلاح لإسرائيل بعد امريكا .. .. بسبب الضغوط التي مارستها علي الألمان خلال مباحثتهم الأخيرة لمكافحة الهجرة غير الشرعية والامن الأوروبي والتي تتعاون فيه مصر مع الاتحاد الأوروبي معلوماتيا واستخباراتيا ، مما أدي الي رفض ألمانيا تزويد اسرائيل بما تحتاجه من أسلحة .. بالإضافة الي زيادة ثقلها وشراكتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي .

وتعالوا نرصد ونحلل التحركات السياسية والعسكرية لاسرائيل في الفتره الأخيرة علشان نقدر نحدد أهدافها الحقيقية بالضبط .
• بمجرد اعلان رئيس الأركان الاسرائيلي احتياجه لزيادة أعداد الجيش قامت الحكومة بصفة عاجلة بإصدار قانون بزيادة اعداد الجيش الي حوالي ٨٠٠ الف عن طريق استدعاء شباب الحريديم ( الشباب الكاثوليكي المتطرف الذي يرتدي الملابس والقبعات السوداء والذي كان يحظر تجنيده لأسباب دينية ) بصورة فورية رغم كل الاعتراضات علي ذلك.
• طلبت من امريكا قائمة مساعدات عسكرية فورية وغير مسبوقة حتي تضمن تفوقها الجوي والميداني عند اجتياح رفح .. وقد نشرت الواشنطن بوست مؤخراً أن أمريكا وافقت على صفقة عاجلة وغير مسبوقة عبارة عن (٣٥ طائرة اف ٣٥ من الفئة الاولي ، وسرب من اف ١٥ التي تعرف بسيدة السماء ،٢٠٠٠ قنبلة التي تزن طن الأكثر تدميراً علي الاطلاق ، ٥٠٠ قنبلة ذكية ) وطبعاً الطائرات دي مش علشان التفوق الجوي علي حماس ولا حتي لبنان أو سوريا أو الاردن وبرضه القذائف الرهيبة دي مش لغزة اللي انتهت تماما …. واللا اييييه !!؟
وكانت قمة البجاحة ما أعلنته امريكا من أنها رفضت تلبية كل المطالب الاسرائيلية واكتفت بدول بس !!! كما أن انها لا تملك أن تفرض شروطاً أو خطوطاً حمراء لكيفيه أو لمجالات استخدام هذه الأسلحة مثلما أعلنت في السابق ..لأن اسرائيل دوله لها سيادتها .
• فجأة ودون مقدمات اعلنت اسرائيل منذ ايام عن قيامها بمناورة عسكرية للتدريب علي الحرب الشاملة علي كل الجبهات التي تحيط بها وتهددها.
• ومما يلفت النظر أيضاً قرار البنتاجون بارسال وفداً عسكرياً ضخماً من كبار الجنرالات الامريكيين للتعاون والتنسيق المباشر مع الجيش الاسرائيلي خلال عملية رفح العسكرية .
كما طلب وزير الدفاع الاسرائيلي من البنتاجون ممارسة ضغوطاً أقوي علي مصر للاشتراك في قوات دفاع مشتركة (من ٣ دول عربية أحدهم مصروتحت القيادة الأمريكية ) قبل اجتياح رفح لحماية الميناء البحري الجديد ولتأمين وصول المساعدات الانسانيه للنازحين ..وقد تحفظت امريكا علي هذا المطلب لحين موافقه مصر .. واقترحت تأجيل اجتياح رفح لشهر مايو المقبل للانتهاء من كل الترتيبات.
وكان الرد المصري حاسماً “ أن مصرلا تمانع في الاستجابة لتلك الرغبة بعد انتهاء الحرب وانسحاب الجيش الاسرائيلي بالكامل … وبعد الاعتراف الاسرائيلي والدولي بدولة فلسطين دوله مستقله عاصمتها القدس الشرقية .. وعلى أن تقوم الحكومة الفلسطينية الشرعية بتقديم تلك الرغبة رسمياً لمصر للموافقة عليها.

ربنا يحفظ بلدنا ويحميها وينصرها علي من يعاديها ..

لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب

زر الذهاب إلى الأعلى