مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : اللامبالاة الصحية إنقاذ من شر البلية

معنى اللامبالاة هى حالة نفسيَّة تتَّصف بعدم التأثّر بالمواقف التى تثير الإهتمام وفقدان الشعور والانفعال بأمرٍ ما وعدم رد الفعل عن موقف ما كان يُثير أعصابك وأهتمامك وكأنه لم يحدث ويدخل فى دائرة هامش الشعور بعيداً عن بؤرته وهناك عدة أسباب لهذه اللامبالاة قد يكون منها عضوى أو نفسى فمن الناحية العضوية فيرى معظم الأطباء بأن هناك أمراض تؤدى إلى هذا الشعور مثل الانفصام أو الاكتئاب أو السكتة الدماغية أو هرم السن كلها اسباب تؤدى إلى اللامبالاة وهناك أمور حياتية تؤدى إلى هذا مثل المرور بضائقة مالية أو أساليب الحياة المُتّبعة للفرد كأضطراب النوم أو الشعور بالتعب أو نتيجة سوء التغذية وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية إضافةً إلى تأثير بعض العوامل الأخرى على الإصابة باللامبالاة مثل الأفكار السلبية حول الذات وعدم الشعور بقيمتها وتجنّب الإقدام على فعل أشياء مُعيّنة خوفًا من الفشل أو المرور بموقف مُخيّب للأمل أو الشعور بالملل أو عدم القدرة على تحقيق الأهداف إن أجلاً أو عاجلاً…حيث توصلت دراسة جديدة في كلية الطب بجامعة إنديانا إلى تفسير حول سبب كون أعراض مثل اللامبالاة هى العلامات الأولى لمرض الزهايمر وهذا يدل دلالة واضحة بأن اللامبالاة تندرج تحت الأمراض النفسية الواضحة ويقال أحياناً بأن اللامبالاة هى الوجه الآخر لليأس…!!!
ويقول مارك مادسون كاتب أمريكى مؤلف كتاب “فن اللامبالاة” حيث يدعو إلى تجاهل كثير من الأشياء المزمنة التى تسبب المتاعب وتتحكم فى الإنسان وأفكاره
وفى كتاب “فن اللامبالاة” يقدم لنا الكاتب مارك مادسون الدليل الذاتى الذى يحدد معالم جيل بأسره يجعله مدون متألق حيث يرى أن المفتاح إلى بشر أكثر قوة وسعادة كامن فى التعامل مع الشدائد تعاملاً أفضل والكف عن أن يكون المرء إيجابياً طيلة الوقت..!!
وعند قراءة هذا الكتاب بيجعلك تنظر لنفسك نظرة مختلفة عن الأول بحيث انك سوف تركز مع اللى يريحك ويسعدك بجد مش مع اللى يريح الناس فعلاً الحياه مش وردى أو سهلة بس نحن من نعطيها أكبر من حجمها وبنجعلها حياه صعبة ومرهقه و بنضع أنفسنا في دوامة إرضاء الاخرين بأقناع أنفسنا ان ده الصح و هو ده اللى هيسعدنا وهذا خطأ نحياه فى وقت لا يجب أن نتعامل بهذه الطريقة حالياً..!!
‏فلذا هُناك مرحلة من الوعى أسمها اللّامبالاة الصحيّة كل العافية تبدأ منها وتكون فيها قد تعلمت أن تجعل علاقاتك سطحيّة ولا تتعمق وخاصة فى مجتمع العمل بحيث لا تبالى بأخطاء الناس وتعذرهم غالباً لأنك لم تعد تفتقر لوجود أحد ولا تغتنى بحضوره وكلك يقين أن الروح التى تشبه روحك ستجدك وتتناغم معك دون مجهود أو تخطيط…!!!
فاللامبالاة خطر يهدد حياتنا الإجتماعية فلذا هى أصبحت شعار شائع فى حياتنا
وإتسع حتى أصبح يشمل الرجال والنساء على حد السواء وأصبح الكثير لا يفكرون إلا فى أنفسهم دون النظر الي الآخرين وقد إتسعت اللامبالاة الى العلاقات الزوجية حتى أصبحت صفة سائدة بين الزوجين بعد علاقة بدأت قوية وأنتهت إلى لامبالاة قد تكون نتيجتها سيئة…!!!
ولكن أنصح بأتباع اللامبالاة الصحية التى تؤدى إلى راحة نفسية وأيضاً إلى عدم الوصول إلى حالة اليأس أو الاكتئاب ولكن يجب أن نغلف اللامبالاة بنوع من التسامح والرقى فى التعامل فى حالة ردة الفعل دون أرهاق نفسى فى مواجهة تصرفات الآخرين وخاصة السلبية والمحبطة وإنقاذ مايمكن إنقاذه فى العلاقات الاجتماعية المتنوعة أى الهروب من شر البلية من بعض البشر…!!!
إلى أن نلتقى فى مقالة أخرة دمتم بخير.

زر الذهاب إلى الأعلى