مقالات الرأى

محمد أمين المصري يكتب : رسالة من طفلة فلسطينية إلى نيتانياهو وبايدن

0:00

من ضمن المقاطع المصورة التي انتشرت وقت الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، طفلة تدعى ليان ترد على سائلها:
وين كنتي والقصف اليهودي شغال ألا تخافين من جنود الاحتلال؟..فيأتي ردها تلقائيا ”والله ياحبيبي أنا لا أخاف منهم هيو أنا بالشارع وظاهرة أمامهم وما انا متخبية..شوفوني هياني أنا بالشارع..اليهود يطلعوا طياراتهم وصواريخهم وكل إشي وأنا بخافش منهم والله أنا بخافش منهم وانا بقول لنيتانياهو إنت وابن حمير (تقصد ابن غفير) اللعب مع غزة مش سهل..إحنا منلعباش معاكم إنتو والله غير نوقعكم بالأرض وندعس على رقباكو ونطخكو ”.
يواصل السائل: وإذا سمعوكي، ها ها طياراتهم“. ترد ليان : لا ياحبيبي مش خايفة منهم، ثم تعيد نفس إجابتها السابق مبدية شجاعة رهيبة في وجه مقاتلاتهم ودباباتهم وقصفهم.
يسألها السائل : طب ليش بتخافيش؟. تقول ليان : لأنه الله معانا وكتائب القسام معانا وحتى جنين معانا والقدس معانا.
ويسأل: إيش حيسوي مع نيتانياهو من وين حيجيلو الضرب؟
تجاوب ليان بتلقائية شديدة : الضرب رح يجيلو من كل جهة، إحنا هنطلعله من أريحا ومن القدس ومن كل فلسطين.

والزنانة للذي لايعرفها هي طائرة مسيرة تطير على مدار الساعة فوق سماء قطاع غزة وتسبب الأرق لسكانه بسبب ضجيجها وصوتها المزعج. وربما كان أزيزهايسبب أرقا لبعض الأطفال والكبار معا، لدرجة أن صوتها يشتت انتباه الطلاب وهم يستذكرون دروسهم، إنما المريض فلا يستطيع النوم سوى بوضع وسادة على أذنه بسبب أزيزها.
ولكن وقت الحرب، الوضع يختلف كليا، فالكل يتحمل، حتى وإن رأينا مشاهد بعض السكان وهي تخلي منازلها استجابة لمنشورات العدو الإسرائيلي التي يرسلها من مقاتلاته محذرا لهم فيها بضرورة إخلاء مساكنهم لقرب قصف بالقنابل وتسويتها بالأرض.
العدو الإسرائيلي ينفذ تهديداته بالفعل ويسوي المساكن بالأرض انتقاما من الفلسطينيين خشية أن يكون أحد قادة حماس مختبئا بها، ولا يتورع عن معاقبة جماعية للسكان المدنيين العزل.
وربما يسأل سائل: ولماذا نبرر لحماس مهاجمة مدنيين إسرائيليين وخطفهم ليصبحوا رهائن؟..وليت الإجابة تشفي غل الحاقدين، فهجمات المقاومة رغم توقيتها غير المناسب، هي هجمات مواطن ضد الاحتلال، فليس هناك قانون يمنع صاحب الأرض من تحرير أرضه، وأطماع قادة إسرائيل ستجعل الفلسطينيين يعودون إلى شعارهم القديم ”تحرير الأرض الفلسطينية من النحر إلى البحر“ويقولوا وداعا اتفاق أوسلو الذي لم يمنحهم الأمن والاستقرار والدولة، بل بعضهم والكثير يعتبر أوسلو التي ماتت أنها أجهضت القضية الفلسطينية ووضعتها في حالة سبات عميق، وقد جاء الوقت لتنهض القضية من جديد.

لعل ما حدث في غزة أخيرا سيجعل الإسرائيليين يرددون ما قاله عبد الرحمن الأبنودي يوما ما:
في أي وقت سنعود
لو عدت.. حاعود
دبلان ..زي العود المجرود
زي البدن اللي نخر في جسمه الدودرسالة الطفلة ليان أكيد بلغت مسامع نيتانياهو وبايدن وأركان حكومتهما وقيادات جيشهما، وربما يتملكهم الغرور والصلف الآن في ظل ما يرونه من قوة عسكرية غاشمة، ولكن من قال إن الصراع يدار بالقوة العسكرية فقط، فهناك صراع الوعي وسينتصر فيه الفلسطينيون، وصراع الإرادة ولن يكون من نصيب الإسرائيليين وبل من سيكون حليفا للفلسطينيين أصحاب الأرض، فصاحب الأرض أقوى بعقيدته وأرضه وعزيمته.
أما من يلجأ إلى أمريكا في كل مصيبة فهو ضعيف، فالجيش الأمريكي في وضع الاستعداد ليحارب إلى جانب إسرائيل أمام شباب قليل العدد، فألا يكفي جو بايدن ووزير دفاعه ومدير مخابراته الشعور بالخزي والعار من وضع الولايات المتحدة رهينة بأيدي إسرائيل!
شعب غزة البواسل..الله معكم..وقلوبنا معكم..ونصر الله قريب

زر الذهاب إلى الأعلى