مقالات الرأى

لواء مروان مضطفى يكتب : حكايه وطن .. المؤتمر الذي تأخر كثيراً…! 

 
لقد شهدت مصر خلال الاسبوع الماضي فعاليات مؤتمر ” حكاية وطن ” وهي الفاعليات التي صارحت فيها الحكومه بمنتهى الصراحة والشفافية ” ولأول مره” وقدمت كشفا للحساب لما انجزته وما لم تنجزه خلال الاعوام التسعة الماضية.. لقد عرض غالبيه الوزراء واحدا تلو الاخر انجازاتهم من خلال افلام وثائقيه واحصائيات وبيانات تفصيليه لميزانيه كل وزاره  ومواردها  ومصروفاتها وتكاليف كل مشروع  تم انجازه بأرقام محدده وموثقه.

وباختصار شديد …تبين بوضوح ان كل وزاره من الوزارات قد صرفت تقريباً خلال  الفتره  من عام 2014 حتى الان ما يقرب من (تريليون جنيه).

وكانت الفعاليات ردا دقيقا واضحاً على كل الشائعات والاكاذيب التي اثارتها قوى الشر والضلال واتهاماتها الباطلة للدولة وقياداتها بانها أضاعت اغلب قروضها الماليه علي مشروعات ليس لها عائد اقتصادي ، وركزت علي قطاعات مثل( النقل والطرق والكباري) دون قطاعات اخرى اكثر اهميه وهو ما تسبب في حدوث تلك الازمه الاقتصاديه ، كما أكدت تلك الفعاليات أن هناك حجما كبيرا من المشروعات الانتاجيه والتنموية والاجتماعية..تم انجازها بالفعل في ازمنه قياسيه … ولم يتم الاعلان عنها بالصوره الصحيحه …

كما قام الرئيس بشرح جوانب الازمه الاقتصاديه .. وأسبابها وخطط الدوله للتعامل المستقبلية معها … ومما لا شك فيه ان المداخلات الشخصيه العديده للرئيس تميزت بكل الصراحه ، والشفافيه وعرض فيها بتلقائية شديدة خلفيات وبواطن الامور للعديد من القرارات التي تم اتخاذها.
 
لقد نجحت الحكومه في عرض انجازاتها بصوره ايجابية موضوعية (وهو ما لم يحدث من قبل)علي الراي العام الذي شاهد بنفسه حجم الانجاز، والجهد المبذول، والتكلفة الفعليه للمشروعات الضخمه في مختلف النواحي ، والميزانيات المقررة للوزارات وأوجه صرفها … وهو ما طمأن الرأي العام وأكد علي الثقه في قيادته وحسن ادارتها لمواردها المالية.
 
وبقدر ما أحدثته تلك الفعاليات – التي تأخرت كثيرا – من ارتياح ..  أثارت في النفوس قدراً أكبر من التساؤلات وعلامات الاستفهام ، فلماذا تأخرت الحكومه كل هذا الوقت في عرض هذه الانجازات الهائله ..!؟ولماذا غاب مسئولي الاعلام الحكومى وقصروا عن توضيح حقائق الامور للرأي العام ولم يتصدوا لشائعات وأكاذيب قوي الشر (في الداخل والخارج)  وهوما كان محل انتقاداً واضحاً و صريحاً وعلنياً من السيد الرئيس شخصياً .

وقال البعض انه كان قصوراً مقصوداً وعمدياً ً.. بسبب سيطره بعض اصحاب القنوات الفضائية ، وعناصرالدوله العميقه علي مقاديرالأمور الاعلاميه .. ورغبتهم في محاربه تلك الانجازات الهائله والتعتيم عليها لمصالح واهداف خاصه .

وقال آخرون أن هناك قيوداً ومعوقات حكوميه وضعها بعض المسؤولين الحكوميين من ذوي الرؤي السياسيه و الامنيه المتشدده اصحاب الفكر القديم في التضييق علي وسائل الاعلام وهو ما أشار اليه أحد العناصرالاعلاميه الفاعله والمؤثرة في وسائل الإعلام مؤخراً.
 
لقد آن الأوان لتصحيح الأخطاء.. والبدء فورا ً بالتركيز علي محورين هامين، هما المحور الاول  ايجاد منظومه اقتصاديه قانونية متكامله لمواجهه الغلاء والتضخم المعيشي الفاحش ، ودراسة تجارب الدول الأوروبية التي تغلبت علي هذه المشكله بحلول مبتكره مثل تحديد نسبه مئويه محدده كحد أقصى لايجوز تجاوزها لهوامش الربح ..او تحديد حداً اقصي لسعركل سلعة لا يمكن زيادته .. مع ايجاد اجهزه رقابه قويه وفعاله.. بامكانيات حديثه للتصدي الفوري الحازم لأي مخالفات لجرائم الاحتكارواخفاء السلع والسوق السوداء.

المحور الثاني وهو ما أشار به الرئيس السيسي شخصياً
تغيير النهج الاعلامي للحكومة وتطوير عناصره المختلفه بما يوفر المعلومات المطلوبه للرأي العام بشفافيه كامله ، واعداد منظومه اعلاميه متخصصة للتصدي السريع المباشر للشائعات والاكاذيب التي يتم ترويجها في الداخل والخارج بواسطه كوادر وشخصيات اعلاميه مؤثره ولها صدى جماهيري متميز ، وفي اطار ضوابط موضوعية محدده لا تتعارض مع دواعي الأمن القومي ، وتتماشى مع المتغيرات والتحديات التي تواجهها مصر .
 

لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب.

زر الذهاب إلى الأعلى