مقالات الرأى

مختار محمود يكتب: فلاسفة الغرب يحتفلون بـ”مَولد النبي”

0:00

أقرَّ واعترف نفرٌ كثيرون من الغرب ممن لم يعتنقوا الإسلامَ بعَظمة وسموِّ النبي الكريم الذي يحتفلُ الكونُ بذكرى مولده هذه الأيامَ، فخلَّدَ التاريخُ تلك الشهاداتِ بأحرفٍ من نور؛ لأنها نابعة من عقولٍ صادقةٍ وضمائرَ حيَّة، لا تنحاز إلا للحقيقة.
هذه الشهاداتُ –على صِدقها وروعتها وتعدُّدها- تبقى صادمةً لمَن يكرهون الإسلامَ، حتى لو كانوا مُنتسبين إليه اسمًا وشكلاً فقط، والذينَ لا يخجلونَ من الغمز واللمز في سيرته الشريفة.. وفيما يلي غيضً من فيضِ من تلك الكلماتِ النيِّرات الكاشفاتِ..
“لومارتان” يتساءل: “من ذا الذي يجرؤ على أن يقارن أيًا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في عبقريته؟ مشددًا فى الوقت ذاته على أن النبىَّ الخاتم “قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة”.
أما “مونتجومري” فيقول عن مُحمدٍ: “الطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدًا وقائدًا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كلُّ ذلك يدلُّ على العدالة والنزاهة المتأصِّلة في شخصه”.
فيما كتبَ “بوسورث سميث”: “إذا كان لأحدٍ أن يقولَ إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمدٌ”. أما “زويمر” فيُجزمُ بأنَّ محمدًا “كان مُصلحًا قديرًا وبليغًا فصيحًا وجريئًا مِغوارًا، ومفكرًا عظيمًا، ولا يجوز أن ننسب إليه ما يُنافي هذه الصفات”. وها هى “سانت هيلر” تقرُّ بأن في شخصية رسول الله صفتين من أجلّ الصفات التي تحملها النفسُ البشرية، هما: العدالة والرحمة.
أمَّا “برنارد شو”، الذى تنبأ بأنَّ كثيرًا من بني قومه سوف يعتنقون الإسلام على بيِّنة، وأنَّ دين محمد سوف يجدُ مجاله الفسيح في القارة الأوروبية، فقد قالَ: “اطّلعتُ على أمر هذا الرجل، فوجدتُه أعجوبةً خارقةً، وتوصلتُ إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يُسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمرَ العالم اليومَ، لوفِّقَ في حلّ مشكلاتنا بما يؤمِّن السلام والسعادة التي يرنو البشرُ إليها”.
كما كتب “موير” : “إن مُحمدًا أسمى من أن ينتهي إليه الواصفُ، ولا يعرفه مَن جَهله، وخبيرٌ به من أمعن النظر في تاريخه المجيد، ذلك التاريخ الذي ترك محمدًا في طليعة الرسل ومفكري العالم”. أما الذين يصِمونَ الإسلام بالجهالة والهمجية فأفحمهم “سنرستن الآسوجي” قائلاً: “خاض محمدٌ معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مُصرًّاعلى مبدئه، وما زال يُحارب الطغاة حتى انتهى به المطافُ إلى النصر المبين، فأصبحت شريعتُه أكملَ الشرائع، وهو فوقَ عظماء التاريخ”.
بينما يقطع “سنكس” بأنَّ وظيفة رسول الإسلام “كانت ترقية عقول البشر..وأن الفكرة الدينية الإسلامية، أحدثت رُقياً كبيرًا جدًا في العالم، وخلّصت العقل الإنساني من قيوده الثقيلة التي كانت تأسرُه حول الهياكل بين يدي الكهان”.
أما شهادة “تولستوي” فجاء نصُّها: “يكفي محمدًا فخرًا أنّه خلّص أمَّةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم”، مشددًا على أنَّ “شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة”.
وأخيرًا.. يشدد “شبرك” على أن “البشرية لتفتخرُ بانتساب رجل كمُحمدٍ إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكون – نحنُ الأوروبيين- أسعدَ ما نكونُ، إذا توصلنا إلى قمّته”.
وإذا كان مفكرو وفلاسفة الغرب، رجالاً ونساءً، قد أنصفوا محمدًا –صلى الله عليه وسلم- فما بال قوم ينسبون أنفسهم إلى الإسلام، ويعيشون بين ظهرانينا، يناصبونه العداء، ويعادون نبيَّه الخاتم، ويكيدون لأتباعه كل صباح ومساء؟
الإجابة باختصار هى: أن هنالك فارقًا كبيرًا بين الفلاسفة والمفكرين الراسخين الحقيقيين الجادين الصادقين الذين لا تقودهم جهة، ولا يملى أحدٌ عليهم أفكارهم، وبين أولئك الذين يقتادون من التنطع على الأديان والتجرؤ على الأنبياء وكسر الثوابت وهدم المقدسات، والعمل لحساب أجندات خاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى