مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : فوي فوي فوي ..ختامه مسك

0:00

ختام قوي لموسم سينمائي جيد ومتنوع من الإنتاج هذا الموسم مع مفاجأة جديدة وهي فيلم “فوي فوي فوي” والذي يضاف إلى الأفلام الجيدة والغير متوقعة هذا الموسم ، الفيلم منذ المشهد الأول يأخذك لعالم سينمائي مختلف وفكرة جديدة وعلى الرغم من صعوبتها على المستوى الإنساني لتحدثها عن الهجرة غير شرعية من الوطن ومآسي الأحداث المرتبطة بذلك  إلا أن المخرج والمؤلف عمر هلال عالجها بكوميديا ساخرة خففت من حدة الدراما مع فريق ممتاز من الممثلين خاصة محمد فراج ومعه طه الدسوقي و أمجد الحجار ، الثلاثي كانوا بينهم كيمياء رائعة ونموذج حقيقي للأصدقاء التائهين والحالمين والباحثين عن مستقبل ! مشاهد كثيرة جمعت بينهم الروح الشعبية المصرية حاضرة فيها بشك رائع مثل مشهد لعبهم لكرة القدم في أحد الأماكن العشوائية.
السيناريو يسير برتم جيد جدا مع كثير من المفاجآت الغير متوقعة جعلت الجمهور ينجذب للمشهد الأخير دون ملل بالإضافة لإختيار أماكن تصوير واقعية ومتنوعة وهي من المميزات التي صارت نادرة في الإنتاج السينمائي مؤخرا مع عنصر الموسيقى لساري هاني تشعر أنها موسيقى قادمة من سينما الثمانينيات كانت مناسبة لأجواء الفيلم وتفاعل معها الجمهور بشكل كبير ، الاهتمام بجميع العناصر الفنية كان واضحا في تلك التجربة ، أعتقد سيحقق إيرادات جيدة لأن التجربة واقعية وتمت روايتها على الشاشة بشكل جيد جدا سيصدقها الجمهور.
السيناريو ركز على فريق كرة قدم المكفوفين وتفاصيل عن قوانين اللعبة مع تفاصيل جيدة عن معظم شخصيات الفيلم ولكن كان هناك بعض التفاصيل غير المقنعة لبعض الشخصيات مثل الصديق الذي يكتشف حبيبته بالصدفة في منزل أحد الأشخاص ولا أعرف إذا كانت جزءا من الأحداث الحقيقية للشخصية أم لا وعلاقة البطل بخطيبته انتهت بشكل مفاجيء !
كذلك الخط الرومانسي بين حسن و إنجي من أضعف خطوط الدراما في الفيلم وأعتقد كان يمكن الاستغناء عنه والتركيز مع رحلة حسن للانضمام للفريق ورحلة الهروب، لم يتم شحن مشاعر الجمهور بالقدر الكافي لتصديق قصة الحب بين حسن ” محمد فراج “و انجي “نيللي كريم ” حتى عندما اكتشفت أنه يخدعها ويخدع الجميع بفقدانه للبصر جاء المشهد فاترا و كذلك مشهد المواجهة تحت المطر ! لا أعرف لماذا تحت الأمطار ؟! ورغم محاولة فراج بذل مجهود كبير في أداء المشهد لتبرير موقفه لم يصلني الإحساس كما يجب وبالطبع السبب أن قصة الحب لم يتم بناؤها بشكل مقنع منذ البداية.
نيللي كريم أدائها أفضل من فيلمها السابق “ع الزيرو” ولكن بالطبع هي تعلم أن العمل يقوم في الأساس على فريق الكرة حسن ورفاقه ورحلتهم وربما شاركت بسبب جودة التجربة الفنية واختلافها.
محمد فراج في أول بطولة سينمائية مشتركة ظهر بشكل جيد ونجح في تقديم شخصية الشاب المخادع بأداء ما بين الجدية و الكوميديا، ولكن إذا أراد نجومية السينما عليه التركيز الفترة القادمة عليها والابتعاد لفترة عن الدراما التي حقق فيها نجومية بالفعل.
بيومي فؤاد يقدم أفضل اداء له هذا الموسم بجانب فيلمه وش في وش وهو يبتعد عن الكوميديا المباشرة وتظهر بشكل ساخر في المواقف وقدم أمام فراج أكثر من مشهد جيد.
حنان يوسف من أفضل الأداءات في الفيلم والوحيدة التي قدمت مشاهد ما بين الكوميديا و التراجيديا خلال الأحداث ومن بينها واحد من أفضل مشاهد الفيلم بينها وبين نجلها حسن “.
الثنائي طه الدسوقي و أمجد الحجار الفيلم يعيد اكتشافهما وأداء كوميدي بالفطرة.
التمثيل من العناصر البارزة في العمل حتى الأدوار الصغيرة محمد عبدالعظيم و بسنت شوقي وحجاج عبدالعظيم ظهروا بشكل جيد.
فوي فوي فوي من الأفلام المصرية الجيدة والتي تبقى في الذاكرة وهو مستوحى من أحداث حقيقية حدثت قبل سنوات عن محاولات شباب لابتكار حيلة جديدة للهجرة غير الشرعية.
و للأسف مصر من أكثر دول العالم في 2023 التي فقد منها شباب في قوارب الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط.
أخيرا يجب الترحيب بالمخرج عمر هلال في أول تجاربه السينمائية والتي وضعته أمام اختبار وسؤال صعب كيف ستكون التجربة الثانية ؟

زر الذهاب إلى الأعلى