مقالات الرأى

د.محمد نصار يكتب : زعبم المعارضة “العائش” بعد موته

الباحث في العلوم السياسية والإقتصادية وشئون التخطيط الإستراتيجي
حقا وليس مجرد شعارات رنانة انه زعيم المعارضة الذي عاش بعد موته طويلا وظلت ذكراه خالده للقاصي والداني وسيظل بمشيئة الله رمزا وفخرا ومنهج مشرف وسيرة طيبة لكل من أراد القدوة الحسنة.
في سيرة هذا الشخص النبيل الراحل بجسده الباقي بسيرته الطيبة ومسيرته الحافلة بكل المواقف والأفعال المشرفة نلقي الضوء في هذا المقال علي بعض المواقف في مسيرته . .
انه الزعيم المعارض الوفدي الوطني الراحل ممتاز نصار .،زعيم المعارضة الموضوعية والصدق والصراحة فى البرلمان ، هو صاحب خلق سياسى رفيع يقره الخصوم السياسيون قبل انصاره ، هو عضو مجلس الشعب المستقل لسنوات طويلة فكان ضمن صفوف المعارضة لم يعرف التملق او النفاق يوما ، هو الصوت الجرئ والعقل الرزين .

ففى 9 نوفمبر 1912 ولد المستشار ممتاز نصار فى مسقط رأسه في مركز البدارى محافظة اسيوط ، تخرج من كلية الحقوق جامعة فؤاد الاول ـــ القاهرة حاليا ــــ ،وكان من الاوائل الذين رشحوا للنيابة الا انه آثر العمل بالمحاماة فعمل بمكتب مكرم باشا عبيد سكرتير حزب الوفد ست سنوات عين بعدها وكيلا للنائب العام عام 1942 وتدرج فى القضاء حتى اختير مستشارا بمحكمة الاستئناف ثم مستشارا بمحكمة النقض انتخب خلالها عضوا بنادى القضاة ثم رئيسا للنادى عام 1963 واستمر فيه حتى عام مذبحة القضاة 1969.
وخاض تجربة الاشتغال بالعمل السياسى بعد خروجه من القضاء فى المذبحة فاشتغل بالمحاماة ورشح نفسه فى انتخابات مجلس الشعب لأول مرة فى حياته ، وفاز فى اول معركة انتخابية عن دائرة البدارى عام 1976ثم اعاد ترشيح نفسه ثانيا الى ان حل المجلس عام 1979 مستقلا وكان عصره هو العصر الذهبى للمعارضة مع كمال الدين حسين ومحمود القاضى وعادل عيد وحلمى مراد وغيرهم ، كمال خالد ومصطفى كامل مراد .
ارتبط اسم ممتاز نصار بهضبة الهرم فكان محامى مصر الاول فى القضية حتى انتزع حكما بمنع بيع اراضى مصر الغالية فى هضبة الهرم حتى ان هيئة اليونسكو ارسلت خطاب تقدير له لكونه وراء الغاء المشروع ومن خلفه الدكتورة نعمات احمد فؤاد ونقابة المحامين ووصفته بانه منقذ آثار مصر من الضياع .فهو الذى قدم الاستجواب فى المجلس وجعل السادات يلغى المشروع .
كذلك قاوم المستشار ممتاز نصار كل المحاولات التي كانت تسعي إلي الخلط بين السلطات وكان ينادي دائما بمبدأ الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ونادى بان الحرية الشخصية حق طبيعى وهى مصونة لا يجب مسها .
فكانت كل طلباته في المجلس ومعارضته للحكومه في صالح الحكومه والمواطن والشعب ، فهذا نموذج للمعارض الوطني ، فكان معارضً بناء ، لم يهدم ولم يدعو إلي العنف والقتل والإرهاب وإنما كان حرصه الدائم وشغله الشاغل هو المواطن والدولة المصرية بل أمتد الي القضية الفلسطينية التي كان من داعميها بكل الطرق وكذلك القضايا الإقليمية والدولية .
وأنني هنا أشعر بالفخر كوني أنتمي لهذه العائلة العريقة التي أنجبيت هذا الزعيم الذي ظلت سيرته وستظل بمشيئة الله أطول بكثير من عمره ، أسعد بكوني حفيدا لهذا الرجل الوطني الذي ظل يدافع عن وطنه ومصالحه في الداخل والخارج ، وأسال الله أن يوفقنا لكل خير وكل ما فيه الصالح للبلاد والعباد ، وأن نكون خير خلف لخير سلف .

زر الذهاب إلى الأعلى