مقالات الرأى

وفاء بكرى تكتب: الشيخ الشعراوى لإنقاذ ” فتيات الختان”

منذ أيام قليلة تم تحويل ممرضة بالوحدة الصحية بمدينة ميت غمر، للمحاكمة التأديبية العاجلة، بسبب إجرائها عملية ختان لطفلة مما أدى إلى تعريض حياتها للخطر، الغريب أنه على الرغم من وقوع الكثير من الحوادث المشابهة، وفقدان أرواح فتيات بريئات، إلا أن هناك الكثير من الأهالى لديهم إصرار شديد على إجراء هذه العملية ” المهينة” للفتاة، والأزمة هنا تكمن في “عقلية” أهالى الريف، فلايزال أهالينا في القرى والنجوع ” مقتنعون” بأن الختان هو ” عفة للفتاة”، بل والأكثر غرابة هو رفض بعض الرجال الارتباط بفتيات ” غير مختنات”، وهو ما يجعل أهالى الريف “حريصون” على هذا الأمر، ويرفضون ” نسف عاداتهم القديمة”، بالرغم من أن هناك الكثير من الحملات التي قادتها وزارة الصحة والمجلس القومى للمرأة وعدد من المؤسسات، لإيقاف هذه العادة، مع إقرار تشريعى لها بتغليظ العقوبة على جميع الأطراف، سواء من يقوم بإجرائها أو من طلب إجرائها، ولست بصدد الدفاع عن الممرضة، ولكن هي فرد أيضا من مجتمع لا ينصاع إلا للعادات والتقاليد، تكبلها تلك العادات مثلما تكبل أهالى الفتاة، بل يمكن أن يشاع عنها بين أهلها في الريف ما لا تطيق امرأة، مثل أنها رفضت أن ” تصون عفة فتاة”، ولهذا فإن هناك حل أخير لا يملكه سوى ” رجل ريفى” يقتنع برأيه جميع أبناء القرى، ما بين مسلم ومسيحى، مع ميزة أساسية لهذا الرجل وهو أنه ” رجل دين” يستمع إليه الجميع، وهو الشيخ الشعراوي، ففي اللقاءات التليفزيونية الأخيرة التي اجراها الشيخ الشعراوي، والمصادفة أنها كانت في بيته بمحافظة الدقهلية، تحدث عن أن ” ختان الإناث”، هو مجرد عادة، وليس من الدين في شيء، ولا يجب إجراؤه إلا بكشف طبي دقيق، ويسمى ” خفاض” وليس ” ختانا”، فهو غير ملزم على أي امرأة كانت، إلا لو كان بسبب طبي، ولا علاقة له بـ” العفة”، فهذا التصريح لإمام القرن العشرين، كفيل بإقناع أهالى الريف، وما أتمناه أن تبدأ وزارة الصحة بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة في بدء حملة جديدة بطلها ” تسجيل الشيخ الشعراوى”، و” طبيبة” في كل وحدة صحية تحدد وفقا لتقرير طبى، هل تحتاج الفتاة لإجراء عملية خفاض من عدمه، فهنا نستطيع الحفاظ على أرواح الفتيات الصغيرات و” صحتهن النفسية”، ومنع الأهالى من ” العقاب الشديد”.

زر الذهاب إلى الأعلى