فنون وابداع

ابداع جمال كامل | حكاية لوحة “رأس فتاة “

تكتبها - مشيرة موسى

حكاية اليوم للوحة رسمها جمال كامل وعشقها إحسان عبدالقدوس….اللوحة التي أصبحت من مقتنيات الكاتب الشهير ورافقته طوال حياته…كتب قصتها بنفسه في مجلة ” المصور” فماذا قال؟
اسم اللوحة “رأس فتاة ” دخلت حياتي سنة ١٩٤٨.واللوحة رسمها جمال كامل رئيس قسم الرسم في روز اليوسف. ولهذا اللوحة قصة .كان جمال قد عرض هذه اللوحة في معرض فني ونال بها الجائزة الأولى. واحتار جمال بلوحته .لم يجد مكانا يحتفظ بها فيه. خشي ان يركنها في منزله أو في منزل جيرانه،فاعطاها لي. طلب مني ان احفظها له..ولكني احتفظت بها. ورفضت ان اعيدها اليه. صممت علي ان احتفظ بها في شقتي مدي الحياة. انها جزء مني. هي تمثل شبابي واجمل سني عمري!
انني اعتبر “رأس فتاة ” اختي وأمي. انها تمثل فشلي ونجاحى. لقد دخلت بيتي في عابدين عام ١٩٤٨ وعاشت معي الي اليوم. مرت بجميع مراحل حياتي .لقد تعودت علي وجهها .ان الصورة فرد من اسرتي .اذا غابت عني افتقدتها.انني لا أتصور ان ادخل منزلي يوما فلا أجدها. انني أضعها في مكان أراها فيه وتراني منه. انني احس وهي تنظر الي انها تحاسبني .انني احس بوجودها واراها تطل علي في اي مكان في منزلي .رأتني وانا متعب .ورأتني وانا سعيد اقبل كل من حولي .رأت ايام كفاحي ،ورأتني اصعد سلم الحياة .عاشت معي في شقة إيجارها ٢٥٠ قرشا ،وعاشت في شقة إيجارها ٤٠ جنيها .
ان جمال كامل عندما رسم هذه اللوحة كان أول خريجي كلية الفنون .والتقطه بسرعة ،وانضم جمال الي أسرة روز اليوسف، وكان اول من ادخل رسم الوجوه بدل التصوير الفوتوغرافي في المجلات .وحاول جمال بعد ذلك ان يسترد اللوحة التي نال عليها الجائزة الاولي فرفضت. رفضت ان اعطي له جزءا عزيزا عاش معي أجمل سنوات حياتي التي صنعت مني رجلا !

زر الذهاب إلى الأعلى