مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان : منى زكي في مواجهة المجلس الحسبي وأخرين !

كما اعتدنا في موسم الدراما الأهم شهر رمضان يكثر الجدل حول عدد من المسلسلات وبعض الأفكار التي يتم طرحها ولكن المفاجأة البداية المبكرة للجدل والهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكان من نصيب مسلسل “تحت الوصاية” المنتظر عرضه خلال شهر رمضان بسبب صورة بطلة العمل منى زكي وهي ترتدي حجاب الوجه لامرأة بدت عادية الملامح وحسب قصة المسلسل هي امرأة كادحة وتعول أبناءها وتخوض صراعا ضد قوانين المجلس الحسبي، المسلسل بالطبع يطرح قضية اجتماعية هامة والذي رصدت عنه تحقيقات صحفية خلال السنوات الماضية الكثير من الشكاوى ضده “المجلس الحسبي” ويقدر عدد النساء الأرامل بنحو ثلاثة ملايين إمرأة يتحملن حجم معاناة كبيرة مع “الوصي” على أموال الأبناء القصر، حيث تتلخص الأزمة كما تم رصدها إعلاميا في قلة أعداد القضاة ووكلاء النيابة وكثرة أعداد قضايا الولاية المالية علي القصر، وتبدأ الإجراءات باستخراج قرار وصاية بتعيين وصى على الوريث القاصر من أقاربه، وطبقا للقانون تكون الوصاية للجد ثم العم ثم الأم.
أعتقد أن العمل يمس الكثيرات من السيدات اللاتي يبحثن عن حلول لمشكلاتهم، هو موضوع اجتماعي هام يقلق ملايين الأرامل وأبنائهن.
مثلا من بين المشكلات التي تواجه الأرامل مع المجلس الحسبي ورصدتها منظمات معنية بحقوق المرأة
إذا أرادت الأم الحصول على أموال من أجل علاج أي طفل، عليها أولا أن تجلب ورقا رسميا بالنفقات، ولهذا تضطر للاستدانة، لحين علاج الطفل وبعدها تقدم الأوراق للمجلس للتصديق على المبلغ، ويستغرق هذا الأمر شهورا!
اذا المسلسل ليس عن أميرة من عالم ألف ليلة وليلة أو طبيبة أو بطلة رياضية، بل عن إمرأة عادية مثلا ملايين السيدات في مصر اللاتي يرتدين الحجاب كما شاهدنا صورة بطلة المسلسل، لا أعرف ما الذي أزعج البعض ليهاجموا تفاصيل وجه شخصية البطلة كما ظهر على البوستر ؟! مع إنه واقع تستطيع أن تكتشفه بسهولة لو تجولت في شوارع مصر ستجد أنها تشبه مئات الآلاف من السيدات.
اللافت أن الهجوم بدء مبكرا وقبل عرض العمل الفني! حتى نستطيع الحكم عليه وانتقاده بشكل موضوعي ،لكن يبدو أنً هناك تحفز ضد منى زكي منذ فيلمها الأخير “أصحاب ولا أعز ” من أصحاب الوصاية على الفن والفنانين وعلى كل شي لا يكون على خاطرهم يهاجموه وبالطبع حسب متابعتي للسوشيال ميديا منذ سنوات تجد هجوم منظما بنفس العبارات! من مجموعات من أصدقاء العالم الافتراضي يختلفون حسب طبيعة الموضوع ، ثم آخرين يحبوا “ركوب” أي موجة من الجدل للتواجد فقط! وتجد تفسيرات مختلفة ولكن أغلب التعليقات السلبية هذه المرة كانت ضد شخص منى زكي !؟ رغم أنها ممثلة تؤدي دورها وليست مؤلفة العمل أو مخرجته!
ننتظر أن يخرج العمل إلى النور ونشاهد كيف سيتناول صناع العمل مشكلات الأرامل مع قوانين المجلس الحسبي، بالمناسبة مؤلفي العمل “آل دياب” من أكثر المؤلفين المثيرين للجدل في أعمالهم الفنية.

زر الذهاب إلى الأعلى