مقالات الرأى

مشيرة موسى تكتب : علموا أولادكم “الجدعنة”

تكلمت عن التنمر….فسمعت حكايات وروايات عن أشكال مختلفة من التنمر … تتحول الي تحرش في احيان كثيرة…وحين يكتفي من يحضر الواقعة بالمراقبة والقيام بتسجيلها بموبايله يضيف جريمة اخري للتنمر والتحرش ،هي جريمة التنطع (من صفة نطع)…
ظاهرة التنمر (bullying )معروفة عالميا…وتأخذ في الأطفال شكل الايذاء اللفظي أو الجسدي… وهي ظاهرة حصلت مؤخرا علي اهتمام المتخصصين بعد ان انهي عدد من الأطفال حياتهم لعدم قدرتهم علي تحمل الايذاء…وتأكد هنا أهمية وجود حوار يومي بين افراد الأسرة ودور الأسرة في المساندة والمواجهة ودور المدرسة في المتابعة والمراقبة…وفي الغرب تم إنتاج عدد من الأفلام السينمائية التي توضح خطورة الظاهرة علي نفسية الأطفال وطرق مواجهة المتنمر واساليب مساندة ومساعدة من يعاني من التنمر…
وهنا ممكن ان نطالب برامج الاذاعة والتلفزيون والمسلسلات التلفزيونية بمناقشة وتوضيح خطورة التنمر بأشكاله….فقد شكت احدي الامهات ان جد ابنها(٣سنوات) يأمره بشتمها في كل زيارة…لأنه راجل بينما يكتفي زوجها بالصمت أو الضحك…وهذا نوع من انواع التنمر الأسري….
اما التحرش…فيحتاج الي صفحات وصفحات…فعلي الرغم من صدور القوانين ،مؤخرا ،التي تجرم التحرش….الا ان الكثير من المتحرش بهن يلجأن للصمت خوفا من الفضيحة…حيث جري العرف ان يتم الصاق تهمة “هي السبب”و “شوف كانت لابسة ايه”بالفتاة المتحرش بها …وفي مجتمع يعاني من “التدين الظاهري” يتم التغاضي تماما عن ضرورة “غض البصر” …
استطيع ان أجزم ان كل هذه التصرفات القبيحة جديدة ودخيلة علي مجتمعنا …ففي اوائل السبعينات كانت الفتيات ترتدين الملابس القصيرة وتستخدمن المواصلات العامة ولم يكن هناك قضايا تحرش الا فيما ندر….وكان عقاب المتحرش حلاقة شعره تماما …وكان هذا كفيل بتجريسه في الحي…
اما جريمة “النطاعة” التي أود تجريمها قانونيا….فهي الجريمة التي انتشرت مع ظهور الموبايل…والتي يكتفي صاحبها بمراقبة وتصوير جريمة التحرش وبثها علي السوشيال ميديا دون محاولة التدخل لمنع الأذي وهو ما اعتبره احد انواع البلطجة غير المسئولة….
علموا أولادكم….قبول الآخر
علموا أولادكم….احترام الآخر
علموا أولادكم….الجدعنة

زر الذهاب إلى الأعلى