مقالات الرأى
مشيرة موسي تكتب : ” الإنسان … سيرة “
توفي اصغر خيلاني عن ٨٣ عاما منذ بضعة ايام … من الرائع انه عاش معنا حتي بلغ هذا السن … الحمد لله … سبحان من له الدوام … لماذا اكتب اذن … منذ لحظة اعلان الوفاة توافد جمع هائل من محبيه لمشاركتنا حزننا … اغدق علينا الحبايب والاصدقاء بكم هائل من الدعوات بالرحمة والغفران والصبر … الحمد لله … ثم ماذا … رحل الحبيب … ولكن ماذا بقي … نتذكره جالسا في مكانه المفضل … ربما بقت بعض من رائحته في المكان … أو هكذا نتصور … بقت ملابسه … والتي قريبا سيتم توزيعها صدقة علي روحه … ربما صوره … وماذا أيضا … الحقيقة بقي ما هو أهم من كل هذه الماديات التي الي زوال … بقت سيرته … السيرة هي الشيء الوحيد الباقية … حتي بعد مرور السنوات الطويلة … ماذا قالت زوجته وحبيبته … كان طيب محترم … علي مدي ٥٠ عاما لم يخاطبني الا بكل احترام … طبعا اختلفنا ولكن في حدود الأدب … لقد كان هادئ الطبع مهذبا… لم يعلو صوته ابدا … الله … الله … ما احلي سيرته … السيرة الطيبة كانت سمة الأزواج المحترمين زمان … ماذا حدث للأسرة المصرية … اعتدت مؤخرا … وانا اسكن منطقة راقية … سماع أفظع كلمات السباب بعد منتصف الليل … بين زوجين من الشباب … سكون الليل لا يقطعه عندنا الا نباح الكلاب وصوت هذا الزوج … واقول اعتدت … لأن هذا يحدث يوميا احيانا … بل ان الامر قد يمتد الي الاذى الجسدي … كيف تنظر هذه الزوجة الي زوجها … كيف يتعاملان يوميا اذا اختفي الاحترام … وكيف ينظر لهما الجيران … وحارس العقار … وماذا سيحدث في وجود أطفال … ماذا حدث لمجتمعنا … هل هي المسلسلات … هل التعليم … هل هي الأغاني الهابطة الي حد استخدام الألفاظ البذيئة ” عادي “… سؤالي محاولة لإنقاذ ما يمكن انقاذه … فقد جئت من أسرة تستخدم كلمات مثل … لو سمحت وشكرا وممكن ومن فضلك … وكلمات كثيرة اختفت من القاموس اليومي للشارع المصري … لا أعتقد انني سأعيش لاحضر عودة الأدب والالتزام الي حياتنا … ولكني اسجل هنا فقط للذكري والتاريخ … انني عشت في زمن الأدب والاحترام …