محمود سامح همام يكتب: مستقبل قيادة الفاغنر في قبضة القيصر الروسي
غموض وعلامة استفهام حول مقتل رئيس مجموعة الفاغنر يفغيني يريغوجين ،وأثناء فصول هذا الغموض كشف الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أول أمس أنه تلقى معلومات جادة للغاية من مصادر مطلعة في بداية العام الحالي عن تحضيرات اغتيال يفغيني بريغوجين ،وأضاف أنه أبلغ الرئيس الروسي بوتين برسائل مشفرة لهذة العملية، وأكد أن فلاديمير بوتين لا يمكن أن يكون وراء سقوط الطائرة وهذا تصريح متوقع من رئيس بيلاروسيا الشهير ب( حليف الكرملين).
بالتأكيد كل هذه التصريحات في الوقت الحالي تحاول عدم تسليط الضوء على الرئيس الروسي باتهامه في اغتيال رئيس مجموعة الفاغنر وبعض القادة ،ويسعى حلفاؤه بشتي الطرق إلى تضليل الرأي العام الدولي عن المرتكب الحقيقي لسقوط طائرة الفاغنر، وبالإضافة إلى حالة عدم الاستقرار والحيرة التي تسيطر على قيادات مجموعات الفاغنر حول من سوف يتولى القيادة بعد مقتل قائدهم يفغيني بريغوجين.
وبالتالي من خلال تلك الاحداث المتلاحقة يمكننا أن نطرح سؤالاً يتعلق بمستقبل تلك المنظمة الشبه عسكرية حول من سيتولى قيادة مجموعة الفاغنر بعد مقتل يفغيني بريغوجين؟
بدايةً سوف نتحدث عن طبيعية العلاقة بين فلاديمير بوتين ورئيس مجموعة الفاجنر فالأونة الأخيرة قبل مقتله، كانت العلاقة متوترة للغاية بينهم بسبب الاتهامات التي وجهها يفغيني بريغوجين ضد القيادت الروسية العسكرية التي تعتبر جزءاً من مسلسل الخلافات الطويلة التي تفجرت منذا العام الماضي بين الطرفين خلال الحرب على أوكرانيا.
لا نستطيع أن ننكر أن بداية توتر العلاقات بين موسكو والفاغنر جاءت نتيجة فشل الكرملين في إنشاء هيكل موحد وواضح في القيادة باوكرانيا، وحسب تصريحات بعض قادة الروس توضح لنا رغبتهم في بسط سيطرتهم على مجموعة الفاغنر وهذا ما يفسر تصريحات بريغوجين العدوانية المستمرة ضد القادة الروس.
إستكمالاً نقل موقع ميدوزا الإخباري الروسي من مصادر مقربة من الكرملين بأن بريغوجين يتطلع إلى السلطة السياسية ويحاول السيطرة على حزب روسيا العادلة لدرجة أن هناك من يقترح توليه منصب الرئيس خلفاً لفلاديمير بوتين.
مما لا شك أن الخلاف تصاعد عندما صرح بريغوجين بالعداء علنياً ضد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو،وأتهمه بالإخفاق في تقديم الدعم الكافي والذخيرة لقواته إبان الحرب، إضافة إلى حديث يفغيني عن قصف وزير الدفاع الروسي بمروحياته عناصر الفاغنر في روستوف.
أياً كانت أسباب الخلاف، موقف الرئيس الروسي يرجح كفة القوات الشرعية الروسية، وبالتأكيد فقد بريغوجين الثقة من بوتين بسبب تلك الخسائر الفادحة التي كبدتها مجموعة الفاغنر للقوات الروسية، وتصريحات بريغوجين التمردية على قرارات الرئيس الروسي بمثابة خيانة له، وبالتالي يفغيني بريغوجين قد كتب شهادة وفاته بالتمرد على القيصر وكانت طريقة استبعاده على غير العادة بإسقاط الطائرة التي بها زعيم الفاغنر وقادة الجماعة نفسها.استكمالاً من هذه النقطة، فإن قيادة مجموعة الفاغنر القادمة سوف تكون في قبضة بوتين فأنه لن يسمح بتمرد أخر على قرارته الحاسمة، ونتنبأ بأن بوتين قد أعد خلفية لبريغوجين والحديث عن اندريه تروشيف، ذلك القائد الذي شارك في العديد من الحروب الروسية، كما كان القائد الفعلي في حرب ضم القرم لروسيا، وأيضا يعتبر الرئيس التنفيذي لمجموعة الفاغنر ومنصبه أشبه برئيس الأركان، وهوالقائد الرسمي لمجموعة الفاغنر في سوريا ويخوض العديد من المعارك مع داعش هناك.
ثم ليبرز نجم اندريه تروشيف أكثر في الحرب الروسية الأوكرانية، بينما كان يسعى بريغوجين لكسب الأضواء والشهرة كان تروشيف هو القائد الفعلي على الأرض في حرب أوكرانيا وتحديداً في معركة باخموت الشهيرة التي استمرت عدة أشهر وكانت معركة دموية في الحرب الأوكرانية، ونتيجة لتلك البطولات لتروشيف وصفه الرئيس بوتين ب( بطل روسيا ).
ختاماً جميع الدلائل لدينا تدعم تولي اندريه تروشيف لقيادة مجموعة الفاغنر الأونة القادمة، خاصة بعد تردد اسمه في الكرملين ليتولي قيادة المجموعة؛ فهو الرجل الأكثر إخلاصاً وطاعةً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي خرج يحتفل تزامناً مع اغتيال قادة الفاغنر الخائنين.