مقالات الرأى

محمود سامح همام يكتب: عودة العلاقات المصرية الإيرانية بين الحذر والترقب

0:00

على غرار قيام دول الشرق الأوسط بإجراءات للتهدئة في المنطقة، كما رأينا منذ أشهر قليلة اتفاق بكين برعاية صينية تم الصلح وعودة العلاقات بين إيران والسعودية بعد قطيعة دبلوماسية دامت سبع سنوات؛ عبرّ المرشد الإيراني على الخامنئي علي الترحيب بعودة العلاقات المصرية الإيرانية، وتوالت تصريحات مسؤولين إيرانيين عن الرغبة في التطبيع وعودة العلاقات مع مصر ،وكل هذه التحركات الإيرانية قابلها صمت مصري وعدم إبداء أي موقف نحوها.

وهذا الموقف المصري يجعلنا نطرح سؤالاً حول ما شروط الدولة المصرية في القبول بعودة العلاقات مع طهران ؟

بدايةً لحديثنا سوف نتناول أسباب قطيعة العلاقات بين البلدين التي دامت ما يقارب ٤٠ عاماً حتي يومنا هذا،حيث توترت العلاقات بين البلدين بعد ما كانت علاقة قوية وصلبة في عهد شاه ايران محمد رضا البهلوي بسبب اندلاع الثورة الإسلامية التي أطاحت بشاه إيران وتحولت إيران من شرطي الخليج إلى دولة مزعزعة لاستقرار الأمن القومي اللإقليم .

استكمالاً اصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانا عام ١٩٨٠م بقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر لعدة أسباب أتي في مقدمتها؛ الاحتجاج علي قيام مصر بتوقع معاهدة السلام “كامب ديفيد” مع إسرائيل وهذا ما اعتبره تدخلاً واضحاً في الشؤون المصرية،

ومما لاشك أن استضافة الرئيس الراحل محمد أنور السادات لشاه إيران المخلوع محمد البهلوي زادت حدة القطيعة بين البلدين وحولت ايران سياستها إلى سياسة المكايدة السياسية مع مصر من خلال نشر الارهابين والمتطرفين في ربوعها .

لا نستطيع أن ننكر أن هناك عوائق كثيرة تقف سداً مانعاً أمام عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث أن الدولة المصرية لديها شروط وعلى رأسها ضوابط للقبول بالعودة; وهذة الضوابط أهمها بالتأكيد احترام استقلال الدول العربية وسيادتها وعدم المساس بشؤونها الداخلية والكف عن السعي إلى فرض النفوذ فيها.

أيضاً يمكننا التنبؤ أن القاهرة سوف تبدأ بالتفكير جدياً في عودة علاقاتها مع طهران في حين استجابة إيران للشروط المصرية التي تتمثل أولاً في التوقف عن دعمها للمليشات المسلحة في المنطقة واستخدامها الصراع الطائفي ودعم الأقليات الشيعة منها الحوثيين في اليمن ،وتورطها في الأوضاع غير المستقرة في البحرين،وأيضا دورها في العراق.

وبالتأكيد ترغب مصر في تهدئة الوضع في غزة من خلال إيران التي تربطها علاقة وثيقة بالفصائل المسلحة في قطاع غزة منها حركتي حماس والجهاد وغيرهما ،إضافة شرط تسليم عناصر إرهابية مطلوبة أمنياً في القاهرة والتي تتخذ من طهران موطنا لها.

خلاصة القول أن كل هذه الأنشطة الإيرانية تهدد الأمن القومي العربي الذي يعد جزاءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري وهذا ما يجعل عودة العلاقات المصرية الإيرانية مسالة صعبة في ظل تمسك إيران بسياستها المتطرفة، وعلي إيران القبول بهذا الشروط الواضحة لتحريك المياة الراكدة بين البلدين لتغيير موقف مصر الحذر والصامت تجاه الرغبة في تطبيع وعودة العلاقات المصرية الإيرانية .

زر الذهاب إلى الأعلى