مقالات الرأى

محمد عبد الظاهر يكتب : الدعم العيني والدعم النقدي

0:00

الاحداث الان ملتهبة ومتسارعة في المنطقة والدول علي صفيح ساخن والكل مترقب الاحداث والتطورات علي ساحات القتال ويتسائل عن مستقبل المنطقة .. ورغم كل ذلك ورغم الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن المصري البسيط وغلاء الاسعار والعذاب الذي يتعذبه المواطنين لتدبير احتياجاته الاساسية .. عاد الينا الحديث مرة اخري عن الدعم النقدي كبديلا للدعم العيني وتم طرحه للمناقشه في الحوار الوطني والتاكيد علي ان الدعم النقدي سوف يحل مشكلة إيصال الدعم لمستحقيه رغم ان الدولة قامت بتصفية وتقلص عدد المواطنين الذين يحصلون علي الدعم العيني وتصفية البطاقات التموينية نيه الي اعداد صغيرة كلها تستحق الدعم الكامل وليس الدعم الجزئي فلم يعد الدعم كما كان في السابق لكل المصريين انما اصبح من يحصل علي الدعم هي فئة قليلة تحتاج الي هذا الدعم فعلا بعد ان تم وضع شروط صعبه جدا لمن يحصل علي الدعم العيني
ولابد ان يتم التأكيد هنا علي ان الدعم العيني ليس عيبا فهو مطلوب وموجود في كل الدول حتي الدول الرأسمالية فلا انسي ابدا منظر سيارات الشرطة وهي تمر علي المشردين في شوارع نيويورك لتوزيع وجبات الطعام عليهم يوميا في اماكنهم فالعيب ليس في الدعم نفسه لانه يحافظ علي لحمة الشعب ويؤكد علي التكافل وعلي قيام الدولة بدورها الاجتماعي مع المواطنين البسطاء من اجل ثبات الجبهة الداخلية انما العيب كل العيب في الفساد الموجود في منظومة الدعم وعدم وجود كفاءات تدير المنظومة ولا ذنب في ذلك للمواطن البسيط المستحق فعلا للدعم .. وهو ما جعلني اشعر ان الكلام الان عن الغاء الدعم العيني هو محاوله اخري من البعض لكسب الوقت والهروب من تحمل مسؤلية خسائرهم الناتجه عن فساد من نوع آخر انتشر في منظومة الدعم دون حساب او ردع لمن تسبب في كل هذا الفشل وهذه المشاكل حتي وصلنا الي اننا ننشغل بها الان وننسي مشاكلنا الاخري

فلابد من قيام الدولة بدورها في مراعاة البعد الاجتماعي للمواطنين في ابسط حقوقهم في الحياة بعد ان تم رفع معظم الدعم عن معظم المواطنين وبعد قيام الدولة برفع اسعار خدمات المرافق والبنزين مما جعل التجار ترفع هي ايضا اسعار كل شئ بشكل مبالغ فيه لا يتناسب مع دخل معظم المصريين ومع امكانيات الغالبية العظمي من المواطنين دون رادع لجشع التجار وحتي لو حصل المواطنين علي دعم نقدي محسوب الان فلن يجدي مستقبلا مع التضخم وزيادة الاسعار الغير مبرر وضعف الرقابة علي الاسواق
وأذا تم الغاء الدعم العيني دون ضوابط فانني اخشي علي مصر مستقبلا من جيل جديد يعاني من سوء التغذية والضعف والمرض وقد يتسرب البعض الآخر من التعليم للعمل بالورشة وعلي التكاتك لتدبير احتياجاتهم الحياتية وتعود الدوله تعاني من الثالوث المرعب “الفقر والجهل والمرض” خاصة ان نسبة الامية وصلت الان الي ما يقرب من 30% غير انصاف المتعلمين ولا يجب ان ننسي زيادة نسبة الفقر في القري وفي العشوائيات وانضم اليهم الان اصحاب المعاشات المتدنية الذين لا يستطيعون حاليا تدبير الادوية الضرورية لهم ولا حتي الطعام لاسرهم إلا من رحم ربي فهل هذا يليق بمصر والمصريين وهل سنعود لمجتمع النصف في المائه الذي سيطر علي مقدرات الشعب المصري قبل ثورة 23 يوليو 1952 ..
لذا .. اتمني ان يراعي الحوار الوطني كل ابعاد المشكلة ويصدر التوصيات التي تحافظ علي حياة كريمة للفقراء وتقضي علي فساد منظومة الدعم العيني حتي لا يصبح الحوار الوطني رغم اهميته بوابة خلفية لتنفيذ ما تريده الحكومة دون ان تتحمل هي مسئولية القرار امام الشعب ويتحملها الحوار الوطني .. فلازم ننتبه
———
الامين العام السابق للادارة المحلية

زر الذهاب إلى الأعلى