ثقافة وابداع

في ندوة “أبناؤنا ووسائط التواصل الاجتماعي”.. الدعوة بأن تكون وسائط التواصل الاجتماعي مصدرا آمنا لأطفالنا

 

انطلقت اليوم الإثنين 30 ديسمبر 2025 أعمال الندوة الافتراضية “أبناؤنا ووسائط التواصل الاجتماعي” بتنظيم من أكاديمية “طفولة” العربية للتدريب وتنمية القدرات ACTA التابعة للمجلس العربي للطفولة والتنمية، وذلك عبر الزووم وبمشاركة أكثر من 75 مشاركا من مختلف الدول العربية.
أشار الأستاذ الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية في كلمته الافتتاحية التي ألقاها نيابة عنه المهندس محمد رضا فوزي مدير إدارة البحوث والتوثيق وتنمية المعرفة، بأن هذه الندوة التي تنظمها أكاديمية “طفولة” ACTA التابعة للمجلس تتناول موضوعا بالغ الأهمية، ويشغل بال جميع الآباء والمربين والباحثين والمعنيين بشأن الطفل العربي، بعد أن باتت وسائط التواصل الاجتماعي جزءاً أساسيا من حياة الأطفال والشباب. مضيفا سعادته بأن المجلس العربي للطفولة والتنمية انطلاقا من رسالته في دعم قضايا الطفولة وتعزيز حقوق الأطفال في العالم العربي، يولي اهتماما خاصا بتطوير استراتيجيات لتوفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال في العصر الرقمي. مدركاً بأن الحوار المستمر بين الخبراء والمربين وأولياء الأمور هو السبيل الأمثل لتحقيق التوازن بين الاستفادة من هذه الوسائط وحماية أبنائنا من مخاطرها.
ضمت الندوة عدداً من العروض من مجموعة من الخبراء في مجالات حقوق وتنشئة الطفل والإعلام، فعن تأثيرات وسائط التواصل الاجتماعي النفسية والاجتماعية والتعليمية إيجابًا وسلبًا على الأطفال تحدثت الأستاذة الدكتورة هويدا الجبالي عميدة كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس ووضعت مجموعة من التوصيات الرامية إلى حماية الأطفال والمراهقين من مخاطر الانترنت، وتعليم الأطفال كيفية استخدام آليات وتقنيات الإنترنت والمواقع الرقمية بشكل آمن، وكذلك كيفية حماية أنفسهم من المخاطر التي تتهدد خصوصيتهم، مع إجراء الأبحاث والدراسات من أجل تعزيز التنسيق والتبادل المعرفي، وتحقيق التعاون المعمق مع منظمات الأطفال والتواصل مع صانعي السياسات وواضعي القوانين.
في حين عرضت الأستاذة الدكتورة رباب عبد الرحمن أستاذة الإعلام بجامعة حلوان الأرقام والإحصاءات التي تشير إلى ارتفاع معدلات استخدام الأطفال لهذه الوسائط كمتلقي وكصانع محتوى، مع ابراز مظاهر استغلالهم وما يتعرضون له من انتهاك لخصوصيتهم وكرامتهم، ودعت إلى ضرورة تعزيز التربية الإعلامية الرقمية، مركزة على دور الإعلام في ذلك عبر التوعية، وداعية المؤسسات الإعلامية بالتعاون مع الهيئات المنوطة بتنظيم شئون الصحافة والإعلام لإعداد دليل إرشادي للإعلاميين يوضح الاستخدامات والتأثيرات السلبية والإيجابية لمواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال والسلامة الرقمية للطفل.
وتناولت الأستاذة الدكتورة ريهام الغول أستاذة تكنولوجيا التعليم ومدير مركز تكنولوجيا التعليم بجامعة المنصورة في العرض الذي قدمته مجموعة المفاهيم الأساسية المرتبطة بوسائط التواصل الاجتماعي، وأنواعها المختلفة، والعوامل المساعدة لانتشارها بين الأطفال، مركزة على سبل التوجيه والإرشاد الوالدي للتعامل مع وسائط التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال تعزيز الحوار المفتوح، والتوعية، وتشجيع الأنشطة البديلة، مع استخدام تطبيقات الأمان.
يذكر بأن الدكتور محمد يسين مدير أكاديمية “طفولة” ACTA قد قدم خلال الندوة عرضا تعريفيا بالأكاديمية كإحدى آليات المجلس العربي للطفولة والتنمية المستحدثة بالشراكة مع برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”، والتي تستهدف تدريب وتنمية قدرات الأطفال والمعنيين بالطفولة عربيا ودوليا، وذلك بالشراكة مع المؤسسات والجامعات ومراكز التنمية ذات العلاقة، وتقوم على تقديم الخدمات التدريبية وتوفير الاستشارات العلمية والتربوية وإجراء الدراسات العلمية وتنظيم الملتقيات والمؤتمرات العلمية في مجالات الطفولة، باعتماد دولي من المعهد الأمريكي للدراسات المهنية.
أوصت الندوة بعدد من التوصيات القائمة على أهمية الاستفادة مما تتيحه وسائط التواصل الاجتماعي من إيجابيات بما يجعله مصدرا آمنا وفعالا لتعلم الأطفال وتعزيز نموهم في عالم رقمي سريع، مع ضرورة متابعة جودة المحتوى الذي يستهلكه الأطفال على وسائط التواصل الاجتماعي لتلافي غير المناسب منه كالذي يروج للعنف أو السلوكيات غير الصحية أو المعايير غير الواقعية بما يؤثر سلبا على قيمهم وسلوكياتهم وصحتهم العقلية، وأن يقوم الإعلام بدوره للتوعية والإرشاد حول استخدام وسائط التواصل الاجتماعي وضمان دعمها للتعلم والتنمية. كما دعوا أولياء الأمور إلى تنظيم دخول أطفالهم على وسائط التواصل الاجتماعي والمشاركة معهم، مع أهمية استخدام التطبيقات الآمنة والصديقة للأطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى