مقالات الرأى

فاطمة شعراوى تكتب: “واحد من الناس” صوت الإنسانية

وسط هذا الزخم الدرامى الكبير الذى يجتذب المشاهدين منذ أول أيام شهر رمضان الكريم، يبزغ نجم برنامج إنسانى صنع مكانة واسما كبيرا بين جمهور التليفزيون فى مصر والوطن العربى، هو برنامج “واحد من الناس” الذى يقدمه بمهارة وإخلاص الإعلامى الدكتور عمرو الليثى، لينفرد بخصوصية شديدة بهذا النوع من البرامج التى ابتكرها وتخصص فيها منذ سنوات يل ونال الجوائز الدولية عنها.
وفى هذا الزمن الذى تتسارع فيه الأحداث وتتشابك القصص، يواصل بنجاح عمرو الليثى من خلال برنامجه “واحد من الناس” رحلة الغوص فى أعماق الإنسانيات ويقدم نماذجًا إنسانية يحتذى بها فى حلقات البرنامج حيث يتقن فى اختيارات أبطالها والأماكن التى يذهب إليها بكاميراته، ففى حلقات متميزة من الموسم المذاع حاليا على قناة الحياة ظهر الليثى ببراعة الإعلامى المحنك والمحاور المتمكن مسلطا الضوء على قصص العمال البسطاء الذين ينسجون خيوط الأمل والعمل في رمضان.
‏‎ولم يكتفِ الليثي بتقديم القصص، بل غاص في أعماق التفاصيل، مُعانقًا الصعاب بروح لا تعرف اليأس، حتى أنه فى إحدى حلقات البرنامج، وأثناء تصويره على سقالات البناء، تعرض لحادث سقوط وأصيب وتم نقله للمستشفى بين كسور وغرز ولا يزال يعانى آلام الإصابة ولكنه لم يتوان عن مواصلة مهمته، مُظهرًا تفانيًا وإخلاصًا يفوق الوصف.
‏‎إن ما يقوم به عمرو الليثي ليس مجرد عمل إعلامي، بل هو رسالة تحمل في طياتها العزيمة والإصرار على إحداث فارق حقيقي في حياة الناس، إنه يبتكر أفكارًا غير تقليدية تتجاوز حدود الشاشة لتلامس قلوب المشاهدين، مُحققًا تأثيرًا إنسانيًا عميقًا.
‏‎وفي هذا الشهر الفضيل تحديدا ، أرى في عمرو الليثي مثالًا يُحتذى به في الإخلاص والتفاني، وألمس في برنامجه جسرًا يصل بين الإعلام والإنسانية، مُعبرًا عن أصدق المشاعر وأنبل القيم من خلال ما يستعرضه من قصص إنسانية وهو الخط الذى يلتزم به البرنامج منذ بدايته، وهو ما حقق له تفرد فى هذا التخصص وتفاعل معه المشاهدون لتمسكه بالقصص الإنسانية وتحقيقه للمساعدات الإنسانية.
ولذلك فلم يكن غريبا أن تتحقق له الشعبية الكبيرة ويحصل على جوائز دولية، ومنها جائزة اليونسكو التى تسلمها د.عمرو الليثى عن البرنامج بمقر اليونسكو عام ٢٠١٠، وأتذكر وقتها كم كانت جائزة مهمة يفتخر بها الإعلام المصرى كله بل والإعلام العربى، ولا أنسى أبدًا وقتها كلمات الإشادة القوية التى أشاد بها رئيس اليونسكو بالليثى وبرنامجه والدور الذى يقوم به «واحد من الناس» باهتمامه بالفقراء وإيجاد الحلول للكثير من المشكلات التى يطرحها، ومنها توفير فرص العمل وعلاج غير القادرين ومساهمته فى التنمية البشرية.
ويحضرنى أيضا أن قرار عرض برنامج “واحد من الناس” علي القناة الأولى بجانب عرضه على قناة ليكون مثالا ونموذجا لتقديم أكبر وأضخم حملة خير لكل الناس في شتي المحافظات ، بالإضافة لإظهار دعمه ولقاءه لأبناء مصر المخلصين من العمال في شتي المواقع ورصد أحلام الناس وتحقيقها ليرسم البسمة على وجوه المصريين خلال حلقاته ، من خلال  “سيارة المفاجأت” والتي تحقق أماني وأحلام الناس يوميا ودعمهم بحوائز مالية وعينية.
كل الأمنيات بالشفاء العاجل للإعلامى الدكتور عمرو الليثى الذى انتفض جمهوره وعبر عن اهتمامه الكبير به عبر السوشيال ميديا والمواقع المختلفة فور نشر خبر اصابته اثناء تصوير برنامجه الإنسانى ليؤكد أنه مهما حقق من نجاحات وصنع اسما كبيرا وجماهيريا إلا أنه يعمل كما كان فى بداياته بكل حماس وتفان وإخلاص للوصول للبسطاء فى كل مكان ليثبت أنه بحق واحد من الناس، وصوت للإنسانية في عالمنا العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"